هل يحق لفنان تقديم محتوى ديني؟.. «قطايف» لسامح حسين يشعل الجدل بين دعم النجوم وهجوم الجمهور

يعتبر برنامج قطايف للفنان سامح حسين تجربة جديدة ومميزة في رمضان، إذ استطاع خلال أيام قليلة أن يحقق انتشارًا واسعًا عبر منصات التواصل الاجتماعي دون الحاجة لأي دعاية تلفزيونية أو إعلانات ضخمة.
هذا النجاح اللافت أثار إعجاب الكثيرين وأدى إلى انقسام آراء الجمهور والفنانين حوله.
لذا سنتناول في هذا التقرير تفاصيل البرنامج، وردود الفعل المختلفة، بالإضافة إلى تأثيره على المحتوى الرمضاني.
برنامج قطايف لسامح حسين
ففي زمن أصبحت فيه وسائل التواصل الاجتماعي المصدر الرئيسي للمحتوى والترفيه، برز برنامج قطايف للنجم سامح حسين كأحد المشاريع الرمضانية التي تعتمد على البساطة والصدق في تقديم رسائل دينية وإنسانية.
وما يميز البرنامج أنه لم يعرض على الشاشات التقليدية، بل بدأ رحلته عبر موافع التواصل الاجتماعي مثل “فيسبوك” و”تيك توك” و”يوتيوب”، فحقق في الحلقة الأولى حوالي ثلاثة ملايين وخمسمائة ألف مشاهدة.
هذه الأرقام الكبيرة جعلت البرنامج يتصدر مؤشرات البحث على جوجل وترندات مواقع التواصل الاجتماعي، مما أظهر أن الجمهور يبحث عن محتوى يجمع بين الفن والدين بأسلوب جديد بعيد عن الإعلانات والتكاليف الباهظة.
سامح حسين
فكرة البرنامج وأسلوبه المختلف
يعتمد على تقديم محتوى ديني وتوعوي بطريقة غير تقليدية، فقد جاء البرنامج كبديل عن المسلسلات الرمضانية المعتادة التي تركز على الإنتاج الضخم والإعلانات الكثيفة، بل اعتمد سامح حسين على لغة بسيطة ورسائل صادقة تتناول قيمًا إنسانية ودينية تناسب جميع أفراد الأسرة.
كما تتنوع حلقات البرنامج في موضوعاتها؛ فمنها حلقة “الحسد” التي تتناول ظاهرة اجتماعية بشكل تربوي، وحلقة “البقاء لله” التي تركز على قيم الصبر والثبات، بالإضافة إلى حلقة “الفانوس السحري” وحلقة “إلا من أتى الله بقلب سليم” وحلقة “العاشر من رمضان مصر جميلة”.
وعبر سامح حسين من خلال منشور عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” عن دهشته من النجاح الكبير الذي حققه برنامجه قائلاً: “اللَّهُم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، شكراً لكل حد قال في حقي كلمة طيبة، أنا حاسس إن اللي بيحصل معايا ده معجزة، ده أنا بقيت خايف أنام ليطلع اللي أنا فيه ده حلم”.
موعد عرض البرنامج
ويعرض البرنامج في تمام الساعة العاشرة مساءً عبر منصات التواصل الاجتماعي، مما يجعله في متناول كل من يبحث عن محتوى رمضاني مميز خلال أوقات الفراغ بعد يوم طويل من الصيام.
سامح حسين
نجاح البرنامج وانتشاره عبر المنصات الرقمية
من اللافت للنظر أن الحلقة الأولى من تمكنت من تحقيق نجاح باهر دون الحاجة إلى دعم إعلاني تقليدي، فقد انتشر البرنامج بشكل كبير عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث انتشرت مقاطع الفيديو والتعليقات على حد سواء، مما جعله يتصدر قوائم المشاهدات والبحث على الإنترنت.
وقد انعكس هذا النجاح على تأثيره في تغيير مفاهيم البرامج الرمضانية؛ إذ أصبحت الجماهير تبحث عن محتوى يقدم لهم قيمة مضافة ورسائل إيجابية تتجاوز مجرد الترفيه السطحي.
ردود فعل الجمهور
لم يخلو الأمر من جدل بين متابعي البرنامج، فقد اختلفت الآراء حول تقديم محتوى ديني على لسان فنان معروف في عالم التمثيل، وفيما يلي بعض التعليقات التي تداولها الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعي:
كتب أحد رواد مواقع التواصل الاجتماعي: “هو انا بحب سامح حسين كفنان بس مع احترامي لشخصه هو ايه معرفته في الدين علشان يعمل برنامج ديني مش فاهم، وعايز بس شوية العبط اللي عايشين معانا يهدو شوية علشان انتو امثالكو اللي موديين البلد في داهية والله”.
وتابع: “ممثل لقي ان مش شغال بقاله فترة يعمل برنامج ديني ينصح فيه الناس، طب كان اولي تنصح نفسك تشوف شغل تاني بدل التمثيل اللي فلوسه حرام”.
وأضاف: “اي حد فاضي دلوقتى يطلع يتكلم في الدين كأن الدين بقا ملطشة مسموح لأي حد معندوش شغلانة انه يشتغلها، خفو جهل وقلة دين يا جدعان اللي عمله سامح حسين ده كارثة والله وصدق ربنا لما قال ”ما لكم لا ترجون لله وقارا”
واختتم كلامه قائلًا: “وصل بينا التخلف اننا ندعم برنامج ديني بيقدمه ممثل!!”.
تعليقات الجمهور
بينما كتب آخر: “وهو مقالش انه شيخ او داعية ولا حتي طالب علم، هو بيطلع يقولك معلومتين من كتاب ناقل دين مش اكتر، زي ما انت تنزل يوم الجمعه فضل الصلاة علي النبي، هل انت كدا بتلطش في الدين، وربنا يتقبل منه انه بيحاول يظهر الدين ب اسلوبه الجميل ويتوب عليه”.
تعليقات الجمهور
وعلق آخر قائلًا: “مش شرط يبقي داعية و دقنه 4 متر عشان يبقي ليه رخصة انه يعلم الناس، ثانيا هو بيقول كلام بديهي جدا و غير كدا اكيد بيسمع شرح و يقوله بطريقته هو، يعني سايب كل المسلسلات الي بتطفح في رمضان و ماسك في واحد بيقدم محتوي ديني”.
تعليقات الجمهور
وتظهر هذه التعليقات التباين الكبير بين مؤيدي البرنامج ومن يرونه مجرد محاولة للخلط بين مجالي الفن والدين، مما يعكس الانقسام في الرأي حول مؤهلات الفنان لتقديم محتوى ديني وتأثير ذلك على فهم المشاهدين للدين.
اقرأ أيضًا:
إشادات نجوم الفن والإعلام بمحتوى قطايف
لم يقتصر رد الفعل الإيجابي على الجمهور العادي فحسب، بل امتد أيضًا إلى صفوف نجوم الفن والإعلام الذين أعربوا عن إعجابهم بالمحتوى وطريقة تقديمه، فقد أشاد الفنان مصطفى شعبان عبر حسابه على فيسبوك ببرنامج قطايف وصفه بأنه “برنامج يخطف العين والقلب من أول ثانية” وأكد على أن المحتوى الذي يقدمه سامح حسين يحمل بين طياته جرعة يومية من القيم الإنسانية والرسائل الهادفة، مما يجعله من البرامج المميزة التي تستحق المتابعة والإشادة.
سامح حسين
كما لم يكن رد فعل الفنان تامر عبدالمنعم أقل حماسة، حيث نشر تعليقًا يشيد بنجاح البرنامج رغم عدم استخدامه للإعلانات التقليدية، مؤكدًا أن سامح حسين يستحق كل التحية والاحترام لما يقدمه من محتوى راقٍ وهادف، وقد جاء هذا التصريح في ظل انطباعات إيجابية من مشاهدين يرون في البرنامج محاولة لتقديم محتوى ديني متجدد بعيدًا عن أساليب التمثيل المكررة في المسلسلات الرمضانية.
ولم تغب عن قائمة الإشادات الفنانة نشوى مصطفى التي وصفت نجاح قطايف بأنه رسالة إلهية، داعيةً المشاهدين إلى التدبر في معاني الإرادة الإلهية والبحث عن معاني محبة الله لعباده، مؤكدًة أن البساطة في الإنتاج لا تقل قيمة عن الرسالة الموجهة.
كما أكد الإعلامي عمرو الليثي أن البرنامج يحمل رسائل أخلاقية وإنسانية عظيمة، مما يعكس اهتمامه بجانب القيم والمبادئ التي يسعى سامح حسين إلى نقلها للجمهور.
وفي إطار الدعم الفني والمعنوي، قدم تامر حسني تحيته الحارة، مؤكدًا على أن برنامج قطايف هو من البرامج المهمة التي يحتاجها الجمهور، خاصةً في ظل الظروف الراهنة التي تتطلب تجديدًا في المحتوى الديني والفني على حد سواء.
اقرأ المزيد:
المصدر : الحرية
تعليقات