تواجه السمنة اليوم تحدياً عالمياً كبيراً، إذ لا تقتصر أضرارها على المظهر الخارجي بل تمتد لتشكل تهديداً مباشراً للصحة العامة، مع تصنيفها كأحد الأسباب الرئيسية للأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب. في السعودية، تعكس الأرقام ارتفاعاً لافتاً في نسب السمنة بين البالغين والأطفال، مما يجعل من الضروري تكثيف الجهود التوعوية خاصة في اليوم العالمي لمكافحة السمنة للحد من هذه الظاهرة وتبني عادات حياة صحية أكثر استدامة.
تُعد معدلات السمنة في المملكة العربية السعودية من بين الأعلى عالميًا، حيث تشير الإحصائيات إلى أن 23.1% من البالغين يعانون من السمنة، فيما تصل النسبة بين الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عامًا إلى 14.6%. كما أن النتائج الأحدث تؤكد أن 45.1% من السكان البالغين يقعون ضمن فئة زيادة الوزن بناءً على مؤشر كتلة الجسم (BMI). هذه النسب المتقاربة بين الجنسين تؤكد أن السمنة ليست مرتبطة بجنس معين، مما يستدعي تعزيز الوعي للجميع، خصوصًا مع ارتباط هذه المشكلة بتزايد أعداد المصابين بالأمراض المزمنة في المنطقة.
السمنة هي تراكم غير طبيعي أو مفرط للدهون في الجسم يؤدي إلى حدوث مخاطر صحية متعددة. على المستوى الفردي، يمكن تحديد الأسباب الرئيسية للسمنة من خلال عدم التوازن بين السعرات الحرارية المستهلكة والمحروقة، وهو نمط حياة يعززه الاعتماد الكبير على الأطعمة الغنية بالسعرات وقلة النشاط البدني. كما أن البيئة المحيطة، مثل الإعلانات المروجة للطعام غير الصحي، والافتقار إلى أماكن مهيأة لممارسة الرياضة، تسهم في تفاقم المشكلة. اليوم العالمي لمكافحة السمنة يهدف إلى تسليط الضوء على هذه الجوانب وتحفيز المجتمعات على اتخاذ خطوات فعالة للتعامل معها.
لمواجهة خطر السمنة، يتعين تبني استراتيجية شاملة تعمل على المستويات الفردية والمجتمعية. تشمل هذه الاستراتيجية توجيهات مهمة يمكن لأي شخص اتباعها للوقاية والعلاج، ومنها:
ختامًا، تسلط مشكلة السمنة الضوء على أهمية مسؤولية المجتمع والأفراد في التصدي لهذه الأزمة. الخطوات البسيطة مثل تحسين خياراتنا الغذائية وزيادة الوعي الصحي يمكن أن تحدث تغييرًا جذريًا، ليس فقط على المستوى الفردي، بل تسهم أيضًا في الحد من العبء الاقتصادي والصحي الناتج عن الأمراض المرتبطة بالسمنة.