مسلسل حسبة عمري يُعيد إحياء قضية الكد والسعاية.. وأزهري يؤكد أحقية المرأة في أموال الزوج |خاص

مسلسل حسبة عمري يُعيد إحياء قضية الكد والسعاية، حيث أثار المسلسل، الذي تقوم ببطولته الفنانة روجينا إلى جانب عمرو عبد الجليل، جدلًا واسعًا حول قضية حق الكد والسعاية، وهو أحد الحقوق المالية التي تضمن للمرأة نصيبًا مما ساهمت به في بناء ثروة الأسرة خلال زواجها.
المسلسل، الذي يعرض خلال شهر رمضان الجاري، يسلط الضوء على المعاناة التي تواجهها المرأة بعد الطلاق، خاصة إذا كانت قد شاركت في تأسيس مشاريع زوجها أو ساهمت في زيادة الدخل الأسري، ثم وجدت نفسها بلا حقوق عند الانفصال.
هذه القضية ليست مجرد موضوع درامي، بل هي إشكالية مجتمعية تشغل الكثير من الأسر المصرية، مما دفع إلى الحديث عنها أكثر من مرة.
ما هو حق الكد والسعاية؟
يعرف حق الكد والسعاية بأنه حق المرأة في الحصول على نصيب من الثروة التي ساهمت في تكوينها خلال فترة الزواج، سواء كان ذلك من خلال عملها المباشر مع الزوج، أو دعمها المالي له، أو حتى تحملها أعباء الحياة التي ساعدته على النجاح.
ويقتضي هذا الحق أن يتم توثيق ما تقدمه الزوجة للأسرة في عقد قانوني، لضمان حصولها على نصيبها عند الطلاق أو وفاة الزوج، بل ويتيح لها أيضًا المشاركة في الميراث مع الورثة.
لكن المشكلة تكمن في أنه لم يتم حتى الآن إقرار هذا الحق قانونيًا في مصر، رغم اعتراف بعض الفقهاء به، ودعوة الأزهر الشريف إلى دراسته بجدية.
مسلسل حسبة عمري
مسلسل حسبة عمري يعيد القضية إلى الواجهة
ويطرح تساؤلات مهمة، وهي:
ماذا يحدث للمرأة التي ساهمت في نجاح زوجها ماليًا ثم وجدت نفسها بلا شيء بعد الطلاق؟
هل يمكن أن يتم إقرار قوانين تحفظ حقوق الزوجة في الأموال التي شاركت في تكوينها؟
هذه الأسئلة جعلت القضية تعود إلى الساحة، وتفتح نقاشًا حول ضرورة تحديث القوانين بما يضمن العدل بين الزوجين.
الإسلام لا يظلم المرأة بل يحفظ حقوقها
وفي هذا الصدد يؤكد الدكتور محمد عطا، أحد علماء الأزهر الشريف، في تصريحات خاصة لـ«الحرية»، أن الشريعة الإسلامية لم تهضم حقوق المرأة، بل أقرت مبادئ العدل والإنصاف، ومن بينها مبدأ الكد والسعاية، الذي يضمن للمرأة نصيبًا مما ساهمت فيه.
وأضاف الدكتور عطا: “إذا كانت الزوجة تعمل مع زوجها في مشروع أو تدعم عمله بمالها، فمن العدل أن تحصل على جزء من الأرباح، مثلها مثل أي شريك في التجارة، فالشرع لا يمنع ذلك، بل يدعو إلى العدل في توزيع الحقوق”.
ويشير إلى أن هذا المبدأ كان معمولًا به في بعض المجتمعات الإسلامية، حيث كانت الزوجة تحصل على نسبة مما ساهمت به في بناء ثروة الزوج، لكن مع تطور الحياة، لم يتم تطبيقه بشكل رسمي، مما جعل الكثير من النساء يواجهن الظلم بعد الطلاق أو وفاة أزواجهن.
مسلسل حسبة عمري
اقرأ أيضًا:
كيف يمكن تطبيق هذا الحق؟
إذا لم يكن هناك مستندات تثبت مساهمة الزوجة في زيادة دخل الأسرة، فإن الإسلام يتيح تقدير هذه الحقوق عبر:
1. الشهادة: يمكن لشهود مثل أفراد الأسرة أو الأصدقاء تأكيد مساهمة الزوجة في العمل أو المال.
2. التقييم المالي: يقوم المختصون بتقدير نسبة مساهمة الزوجة بناءً على مدة الزواج ونوع الدعم الذي قدمته.
3. الاتفاق المسبق: الحل الأمثل هو أن يتم توثيق هذه الحقوق في عقد زواج أو اتفاق قانوني منذ البداية، لضمان حقوق الزوجة مستقبلًا.
ويرى دكتور عطا أن الحل الأفضل هو توثيق هذه الحقوق منذ البداية بعقود رسمية، مثلما تفعل الشركات التجارية، بحيث يتم تحديد نسبة مساهمة الزوجة في بناء ثروة الأسرة، لضمان حصولها على حقوقها عند الطلاق أو وفاة الزوج، دون الحاجة إلى اللجوء إلى المحاكم وإثبات الأمر بعد سنوات من النزاع.
روجينا في حسبة عمري
بين الفتوى والقانون.. هل نشهد تغيرًا قريبًا؟
وجدير بالذكر أن إعادة طرح قضية الكد والسعاية من خلال مسلسل حسبة عمري جعلت الكثيرين يتساءلون هل يمكن أن يتم إقرار قانون يحفظ هذا الحق؟.
حتى الآن، لم يتم إصدار تشريعات رسمية تعترف بحق الكد والسعاية في مصر، لكن النقاش حوله أصبح أقوى، خاصة مع دعوة الأزهر إلى مراجعة القوانين الأسرية بما يضمن تحقيق العدل بين الزوجين.
وفي الوقت الذي تنادي فيه بعض الدول العربية بإدراج هذا الحق ضمن قوانين الأحوال الشخصية، يبقى الأمر في مصر معلقًا بين الفتوى والواقع العملي، بانتظار تحرك قانوني يحمي المرأة من الظلم بعد الطلاق.
روجينا في حسبة عمري
هل تؤثر الدراما في تغيير القوانين؟
لطالما كانت الدراما أداة قوية في تسليط الضوء على القضايا الاجتماعية، وسبق أن ساهمت بعض المسلسلات في إحداث تغييرات قانونية حقيقية، مثل قضية الخلع التي تم طرحها في الدراما قبل أن تصبح قانونًا رسميًا.
فهل ينجح حسبة عمري في تحقيق ذلك؟ هذا ما ستكشفه الأيام القادمة.
اقرأ المزيد:
المصدر : الحرية
تعليقات