مع تزايد التوترات الاقتصادية والسياسية العالمية، حققت أسعار النفط مكاسب ملحوظة للأسبوع الثاني على التوالي، مدفوعة بعقوبات أميركية جديدة ضد إيران وخطط طموحة لتحالف أوبك+ لخفض الإنتاج ضمن إجراءات تستهدف تقليص الإمدادات. وشهدت أسواق النفط ارتفاعاً في العقود الآجلة لكل من خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط، مما يعكس توقعات المستثمرين بعودة الضغوط على العرض مع تصاعد المخاطر السياسية وتفاقم النزاعات الدولية.
أسعار النفط ترتفع وسط عقوبات أمريكية جديدة ضد إيران
أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية عن سلسلة جديدة من العقوبات التي شملت كيانات صينية مرتبطة بتصدير النفط الإيراني إلى الصين. هذه الخطوة تسببت في تصعيد التوترات مع بكين التي وصفت العقوبات بأنها “عشوائية وغير قانونية”. وأكدت وزارة الخارجية الصينية أنها ستتخذ تدابير لحماية شركاتها، في حين أشار محللون إلى أن هذه الإجراءات تعكس تصعيداً أميركياً واضحاً في سياسة العقوبات تجاه طهران.
وفي هذا الإطار، أفادت بيانات بأن صادرات النفط الإيرانية قد تتأثر بشكل كبير، حيث توقع محللون انخفاضاً يصل إلى مليون برميل يومياً كنتيجة مباشرة لتشديد العقوبات. وكانت تقديرات “كبلر” تشير إلى أن صادرات إيران تجاوزت 1.8 مليون برميل يومياً في فبراير 2025، مما يعكس أهمية النفط كعنصر رئيسي في مواجهة التحديات الاقتصادية التي تواجهها طهران.
خطة أوبك+ لخفض الإنتاج تدعم المكاسب الأسبوعية
إلى جانب العوامل الجيوسياسية، استمدت سوق النفط دعماً إضافياً من القرارات الأخيرة لتحالف أوبك+، الذي أعلن عن خطة لخفض الإنتاج شهرياً بنسب تتراوح بين 189 ألف برميل و435 ألف برميل يومياً. وستستمر هذه التخفيضات حتى يونيو 2026، وهي تأتي كرد فعل لتعويض الإنتاج الزائد لبعض الدول الأعضاء.
وكان التحالف قد أقر مسبقاً زيادات تدريجية لبعض أعضائه بدءاً من أبريل، ضمن إعادة توزيع للإنتاج المتفق عليه منذ عام 2022 لدعم استقرار الأسعار. على الرغم من ذلك، يرى محللون أنه من غير الواضح مدى التزام الدول بخطط التخفيضات، وهذا يضيف بعض الغموض إلى التوقعات المستقبلية للأسعار.
هجمات جديدة تستهدف منشآت النفط الروسية
على صعيد آخر، أعلنت السلطات الروسية عن انفجار ناتج عن هجوم بطائرات مسيرة استهدف مستودعاً للنفط في منطقة كراسنودار. وعلى الرغم من الجهود المكثفة لفرق الإطفاء، فإن الحريق أضاف عنصراً جديداً من القلق لتقلبات السوق، حيث تراقب الأسواق عن كثب تطورات النزاع الأوكراني وتأثيره في إمدادات الطاقة العالمية.
مع استمرار العوامل الاقتصادية والسياسية في دفع أسعار النفط إلى مستويات جديدة، تظل الأسواق في حالة انتظار وترقب لتأثير العقوبات، وقرارات أوبك+، والتوترات الجيوسياسية، مما يُبقي مفهوم استقرار الإمدادات على المحك في ظل الطلب المتزايد عالمياً.
تعليقات