لماذا النساء أكثر عرضة للإصابة بفقر الدم مقارنة بالرجال؟

تعاني النساء من خطر متزايد للإصابة بفقر الدم، وهو من المشكلات الصحية الشائعة الناتجة عن نقص خلايا الدم الحمراء المسؤولة عن نقل الأكسجين إلى الجسم. وتؤدي هذه الحالة إلى ظهور أعراض تشمل الإرهاق، وشحوب الجلد، وضيق التنفس. تختلف أنواع فقر الدم وتتفاوت مسبباته ما بين الحيض، والحمل، وأمراض مزمنة، مما يجعل النساء أكثر عرضة لهذه المشكلة، مقارنة بالرجال.

الحيض وأثره على فقر الدم عند النساء

غالبًا ما يكون الحيض أحد الأسباب الرئيسة التي تجعل النساء يعانين من فقر الدم. تتسبب الدورات الشهرية الغزيرة في فقدان كمية كبيرة من الحديد، وهو عنصرٌ أساسي لإنتاج الهيموجلوبين في الدم. ومع مرور الوقت، قد يؤدي هذا الفقدان إلى نقص الحديد، وبالتالي الإصابة بفقر الدم. وتُظهر الدراسات أن النساء في سن الإنجاب، خصوصًا ممن يعانين من نزيف شديد أثناء الدورة الشهرية (غزارة الطمث)، هن الأكثر عرضة لتطور هذا النوع من فقر الدم.

فترة الحمل وتأثيرها على مخزون الحديد

يشكّل الحمل فترةً حرجة تزيد فيها احتياجات جسم المرأة للحديد لتعزيز نمو الجنين وتكاثر خلايا الدم. إذا لم يُسدّ هذا النقص من خلال النظام الغذائي أو المكملات الغذائية، قد تحدث مضاعفات تشمل انخفاض الهيموجلوبين، وهو ما يُعرف بـ”فقر الدم المُخفف”. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن ما يقرب من 40% من النساء الحوامل في العالم يعانين من فقر الدم، مما يبرز أهمية الوقاية والعلاج السريع لهذه الحالة.

المضاعفات الصحية والأسباب الإضافية لفقر الدم عند النساء

هناك أسباب أخرى تزيد من احتمالية إصابة النساء بفقر الدم، منها متلازمة تكيس المبايض والحالات المرتبطة بنزيف الحيض المطول. بعد الولادة، تعاني العديد من الأمهات من نقص الحديد نتيجة فقدان الدم أو مضاعفات النزيف الحاد، ما لم يتم تعويض المخزون بسرعة. وإضافةً إلى ذلك، تؤثر بعض أمراض الجهاز المناعي أو مشاكل الجهاز الهضمي على قدرة الجسم على امتصاص الحديد، مما يجعل النساء أكثر عرضة لفقدان الدم المزمن.

تُظهر البيانات بوضوح أهمية التغذية السليمة والوعي الصحي لمواجهة فقر الدم بين النساء في مختلف المراحل العمرية. للوقاية من هذه الحالة، يُنصح بتناول الأطعمة الغنية بالحديد، مثل اللحوم الحمراء، والخضروات الورقية الداكنة، وتعزيز النظام الغذائي بمصادر فيتامين سي لتحسين امتصاص الحديد في الجسم.