نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
فرنسا تعزز حضورها العلمي بعلماء أمريكا الفارين - خبر صح, اليوم الثلاثاء 11 مارس 2025 11:23 مساءً
تقدم فرنسا اليوم نفسها بديلا جذابا للعلماء والباحثين الأمريكيين المحتجين على سياسات الرئيس دونالد ترامب، في اقتطاع ميزانيات الإدارات الفيدرالية في قطاعات حيوية، وتقليص تمويل الأبحاث المتعلقة بالمناخ، وتعليق بعض المنح الجامعية، ما جعل أوساط العلماء والباحثين تدخل في حالة خوف وقلق، مما أدى بالكثير منهم إلى التفكير بالسفر إلى الخارج، وعلى رأسهم طلاب الدكتورة والدراسات العليا بحثا عن فرص تستوعب طموحاتهم الأكاديمية.
الرد الفرنسي، الذي يعد الأسرع عالميا على ما تشهده الأوساط العلمية والبحثية في أمريكا، أتى على لسان وزير التعليم العالي والبحث العلمي فيليب باتيست، الذي وجه الجامعات والمؤسسات البحثية في أنحاء البلاد كافة، بتقديم اقتراحات ملموسة لتسهيل استقبال العلماء الأمريكيين، وأكد في توجيهه على التركيز على مجالات تقنية المعلومات.
إن بروز فرنسا كوجهة بديلة لاستقطاب العلماء والباحثين الأمريكيين اليوم، يعكس توجها حكوميا من شأنه استغلال الحالة التي تعيشها الأوساط العلمية في أمريكا من جانب، وتعزيز موقع فرنسا في المشهد البحثي العالمي من أجانب آخر، فالعديد من الدول الكبرى عندما تلاحظ ضعف منافسيها في مجال معين، تسعى للاستفادة منه لتعزيز مكانتها، وهو ما فعلته باريس.
وبالرغم من أن فرنسا لا تعاني من نقص في أعداد الباحثين، إذ إن لديها منظومة بحثية قوية، فإنها ترى في فرصة استقطاب العلماء والباحثين الأمريكيين وسيلة لتعزيز قدراتها، وزيادة تنوعها العلمي، والاستفادة من العقول التي كانت تعمل في بيئات بحثية متقدمة في أمريكا، لا سيما أنها - أي فرنسا - مثلها مثل أي دول أوروبية، فهي تواجه تحديات في الحفاظ على ريادتها العلمية مقارنة بالقوى الكبرى مثل الولايات المتحدة والصين، ما جعلها تستقطب العقول من مبدأ فرصة تعزيز حضورها العلمي.
كما أن هذه الخطوة ربما تشكل ردا سياسيا فرنسيا متعمدا على السياسات الأمريكية التي بدت تضيق الخناق على البحث العلمي، خصوصا في مجالات تلعب دورا كبيرا في المفاوضات السياسية حول مستقبل العالم مثل قضايا المناخ، وهو ما دفع فرنسا إلى تقديم نفسها كبيئة أكثر ترحيبا بالعلماء على حساب التوجهات السياسية التي يؤخذ منها ويرد عليها، في وقت تشهد فيه ولايات أمريكية عدة مظاهرات يومية حاشدة، يخرج خلالها الأمريكيون للتعبير عن رفضهم لسياسات الاقتطاع في ميزانيات الإدارات الفيدرالية.
العرض الفرنسي السخي لاستقطاب العلماء والباحثين، والذي فعّلته جامعة إيكس في مرسيليا بشكل عاجل في أول استجابة لدعوة الحكومة، من خلال إنشاء برنامج مخصص لاستقبال باحثين أمريكيين، لا سيما المتخصصين في مجال البيئة والتغيير المناخي، سيكون له تأثير على كل من باريس وواشنطن فمن الجانب الفرنسي، سيعزز من منظومتها البحثية، في حال استطاعت توفير بيئة بحثية مناسبة، أما بالنسبة للولايات المتحدة، فإن فقدان علماء بارزين قد يؤثر على إنتاجية وتطوير القطاعات الحيوية، لا سيما إذا استمرت السياسات التي تدفع الباحثين إلى المغادرة.
إن نجاح استقطاب العلماء الأمريكيين يعتمد على عدة عوامل، مثل القدرة على توفير بيئة بحثية مماثلة لما كان متاحا في الولايات المتحدة، وتوفير التمويل الكافي، وسهولة الإجراءات الإدارية، في حين أن فرنسا التي تتميز بنظام أكاديمي وبحثي متطور، تواجه تحديات لطالما كانت عائقا في استقطاب الكفاءات مثل التعقيدات الإدارية والتمويلية، إلا أنها تحاول تحسين أوضاع البحث العلمي عبر قوانين تضمن حرية البحث والتمويل المستدام، وهو ما قد يساعد في جذب العلماء الأمريكيين الذين يبحثون عن بيئة أكثر استقرارا.
أخبار متعلقة :