كشف باحثون أن الأطفال الذين يتناولون السمك بانتظام قد يكونون أكثر اجتماعية ولطفاً من أقرانهم، وفقاً لدراسة جديدة.
وقالوا: إن تناول السمك له تأثير إيجابي في تطوير قدرات الأطفال الاجتماعية، حيث إنه مصدر غني بأحماض أوميغا-3 الدهنية والسيلينيوم واليود، التي يُعتقد أن لها دوراً مهماً في تطوير الدماغ ووظائفه الإدراكية.
وتحقق الباحثون من جامعة بريستول فيما إذا كان هناك ارتباط بين استهلاك المأكولات البحرية عند الأطفال في سن السابعة وأي تغييرات سلوكية وإدراكية محتملة عندما كانوا في سن السابعة أو الثامنة أو التاسعة.
وتم فحص بيانات طويلة لما يقرب من 6 آلاف طفل في إنجلترا، بحسب صحيفة «إندبندت». وكان متوسط كمية السمك المستهلكة أسبوعياً 123 جراماً.
وأشارت نتائج الدراسة إلى أن نحو 7.2% من الأطفال لم يتناولوا السمك كل أسبوع، و63% تناولوا بين 1 و 190 جراماً أسبوعياً، و29% تناولوا أكثر من 190 جراماً في الأسبوع، وهو ما يعادل أكثر من وجبتين.
وكانت منتجات السمك المغلفة بالطحين مثل أصابع السمك، تشكل ما يقرب من 46% من إجمالي استهلاك المأكولات البحرية.
ووجدت الدراسة الجديدة، التي نُشرت في المجلة الأوروبية للتغذية، أن الأطفال الذين لم يتناولوا السمك كانوا أكثر عرضة لإظهار سلوك اجتماعي غير لطيف. ويشمل السلوك الاجتماعي اللطيف التفاعلات الودية، والإيثار، والمشاركة.
وعند سن السابعة، كان الأطفال الذين لم يتناولوا السمك، مقارنة بأولئك الذين تناولوا على الأقل 190 جراماً من السمك كل أسبوع، أكثر احتمالاً بنسبة 35% لإظهار سلوك اجتماعي غير لطيف.
كما أراد الباحثون تقييم ما إذا كانت هناك أي فروق قابلة للقياس في الذكاء بين الأطفال الذين يتناولون السمك وأولئك الذين لا يتناولونه، لكنهم لم يجدوا أي فروق بين الأطفال في سن الثامنة، بغض النظر عن كمية السمك التي يتناولونها.
وأكدت هيئة الصحة الوطنية البريطانية أن النظام الغذائي الصحي والمتوازن يجب أن يتضمن على الأقل وجبتين من السمك في الأسبوع، بما في ذلك واحدة من السمك الدهني مثل السلمون، والماكريل أو السردين.
ونصحت الهيئة الآباء بتقديم وجبة واحدة على الأقل من السمك الدهني للأطفال في الأسبوع، ولكن نظراً لأن الأسماك الدهنية يمكن أن تحتوي على مستويات من الملوثات التي يمكن أن تتراكم في الجسم، يجب ألا يتناول الأولاد أكثر من أربع وجبات من السمك الدهني في الأسبوع.