في ليلة منتصف رمضان، يتحول حي المطرية، وبالأخص عزبة حمادة، إلى ساحة رمضانية ضخمة تُجهز لاستقبال آلاف الصائمين في واحدة من أكبر موائد الإفطار الجماعية في مصر. للعام الحادي عشر على التوالي، يستعد الأهالي لتنظيم هذا الحدث الاستثنائي، حيث يتم تجهيز أكثر من 50 ألف وجبة إفطار بمجهودات جماعية بين الجيران، لتصبح المطرية حديث مواقع التواصل الاجتماعي كل عام خلال هذا الحدث الفريد.

مشاركة مجتمعية تعكس روح رمضان

ليست مجرد مائدة إفطار، بل هي احتفالية اجتماعية تبرز روح التكاتف بين الأهالي. النساء في عزبة حمادة يبدأن التحضير بليلة كاملة من تجهيز الأطعمة، حيث يتم إعداد قرابة طن من المحاشي والسلطات بأنواعها، إلى جانب مئات الكيلوجرامات من الخضروات. الشوارع تمتلئ بالحركة، والصغار يشاركون بحماس في الزينة، فيما يقوم الرجال بترتيب الموائد لضمان تقديم الوجبات بسلاسة وسرعة لضيوفهم القادمين من مختلف المناطق.

إجراءات أمنية مشددة لحفل الإفطار

في ظل الحضور الجماهيري الكبير، تستعد مديرية أمن القاهرة لتأمين الحدث بإجراءات مشددة، لضمان سلامة المشاركين. ومن المتوقع أن يشهد الإفطار حضور شخصيات بارزة من الفنانين والمشاهير والقيادات المجتمعية، مما يضيف إلى الحدث زخماً إعلامياً واسعاً. ومع استعدادات الأجهزة الأمنية، يبقى الحدث فرصة لتعزيز الروابط بين أبناء الحي والمشاركين من مختلف أنحاء القاهرة.

تريند سنوي يترسخ في المطرية

لم يكن هذا الحدث مجرد فكرة عابرة، بل أصبح تقليدًا سنويًا بدأ عام 2012 واستمر في التوسع، ليصبح من أبرز الفعاليات الرمضانية في مصر. ورغم التوقف في عامي 2020 و2021 بسبب قيود الجائحة، عاد الإفطار بقوة في السنوات الأخيرة، متصدرًا مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يعبر أهالي المطرية عن فخرهم بهذا الإنجاز الذي يعكس روح الكرم والتعاون بينهم.

إقبال متزايد في 2025.. هل يتحطم الرقم القياسي؟

في العام الماضي، استقبلت عزبة حمادة نحو 25 ألف شخص لحضور الإفطار الجماعي، لكن التوقعات هذا العام تشير إلى احتمال تجاوز العدد 40 ألف مشارك، مما يجعله الأضخم حتى الآن. الجميع يشارك، والجميع يترقب، والليلة الرمضانية المنتظرة أصبحت بمثابة "عيد المطرية" السنوي، حيث لا ينام أحد حتى يحين موعد الإفطار.