نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
انتخابات تشريعية في غرينلاند تهيمن عليها مطامع ترامب - خبر صح, اليوم الثلاثاء 11 مارس 2025 08:17 مساءً
الدنمارك ـ (أ ف ب)
بدأ سكان غرينلاند، الثلاثاء، التصويت في انتخابات تشريعية قد تفرز جدولاً زمنياً للاستقلال، في استحقاق طغت عليه تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يطمع بضم الجزيرة القطبية الشمالية بإصرار يصل إلى حد التهديد أحياناً.
وحاول ترامب الواثق من أنه سيتمكن من وضع يده على الجزيرة الاستراتيجية «بطريقة أو بأخرى»، حتى اللحظة الأخيرة التأثير في المسار الانتخابي، مثيراً الدهشة والرفض، وفي حالات نادرة الحماسة بين سكانها الـ57 ألفاً.
وقد فتحت مراكز الاقتراع أبوابها في الساعة التاسعة صباحاً بالتوقيت المحلي (11 صباحاً بتوقيت غرينيتش)، على أن تغلق في الساعة الثامنة مساء، فيما يُتوقع إعلان النتائج خلال الليل.
وقال رئيس وزراء غرينلاند المنتهية ولايته ميوت إيغده، زعيم حزب «إنويت أتاكاتيجيت» اليساري البيئي، الاثنين إن «بلادنا في عين العاصفة».
وأوضح في مقطع فيديو على فيسبوك «العالم الخارجي يراقبنا عن كثب، وقد رأينا مؤخراً إلى أي مدى يحاولون التأثير في بلدنا».
وتركزت الحملة الانتخابية على مسائل الصحة والتعليم والاقتصاد ومستقبل العلاقات مع الدنمارك التي لا تزال على الرغم من الحكم الذاتي الممنوح للمستعمرة السابقة منذ عام 1979، تمسك بالقرار في المسائل السيادية مثل الخارجية والدفاع.
- استقلال ولكن بأي ثمن؟ -
ويشكو سكان غرينلاند الذين يشكل الإنويت حوالي 90% منهم، من معاملتهم بصفتهم مواطنين من الدرجة الثانية من جانب السلطة المركزية الدنماركية المتهمة بقمع ثقافتهم وإجراء عمليات تعقيم قسرية وانتزاع أطفال من عائلاتهم.
وقد تعزز هذا الشعور بعد أن بث التلفزيون الدنماركي العام، مؤخراً فيلماً وثائقياً ـ تعرّض لانتقادات دفعت إلى سحبه في نهاية المطاف ـ يزعم أن الدنمارك حققت أرباحاً هائلة من استغلال منجم للكريوليت في الجزيرة، على الرغم من أنه يُصوّر في كثير من الأحيان على أنه عبء مالي.
وعلى غرار الأكثرية الساحقة من السكان، تنادي كل الأحزاب الرئيسية بالاستقلال، لكنّ مواقفها تتباين حيال الجدول الزمني اللازم اعتماده لبلوغ هذا المطلب.
وترغب جهات في غرينلاند بالاستقلال عن الدنمارك في أسرع وقت، بينها حزب «ناليراك» المعارض الرئيسي، فيما تربط جهات أخرى هذا الجدول بالتقدم الاقتصادي في غرينلاند، مثل المكونين في الائتلاف المنتهية ولايته «إنويت أتاكاتيجيت» و«سيوموت» (ديمقراطيون اشتراكيون).
وتعتمد غرينلاند التي يغطي الجليد 80% من أراضيها، حالياً في اقتصادها على الصيد الذي تمثل المنتجات المرتبطة به القسم الأكبر من صادراتها، وعلى المساعدات السنوية التي تناهز 580 مليون دولار من كوبنهاغن، أي ما نسبته 20% من الناتج الإجمالي المحلي.
ويرى أنصار الاستقلال الأكثر حماسة أن غرينلاند قادرة على التقدم ذاتياً بفضل مواردها المعدنية، خصوصاً المعادن النادرة التي تشكل ضرورة أساسية للتحول البيئي.
لكنّ قطاع التعدين لا يزال في مراحل مبكرة للغاية في الوقت الراهن، ويعاني ارتفاع التكاليف خصوصاً بسبب المناخ غير المواتي وغياب البنية الأساسية.
- زيادة الاستقطاب -
وبعد أن طرح شراء غرينلاند خلال ولايته الأولى، في فكرة قوبلت برفض شديد من سلطات الدنمارك وغرينلاند، عاود ترامب خلال الأشهر الأخيرة التأكيد على رغبته في وضع اليد، وبالقوة إن لزم، على المنطقة التي يعتبرها مهمة للأمن الأمريكي في مواجهة روسيا والصين.
وقد وعد ترامب مجدداً ليل الاثنين/الثلاثاء عبر شبكته الاجتماعية «تروث سوشل» بالأمن والازدهار لمواطني غرينلاند الذين يرغبون في «أن يكونوا جزءاً من أعظم أمة في العالم».
وبحسب استطلاع للرأي نُشر في يناير/كانون الثاني الماضي، يرفض نحو 85% من سكان غرينلاند هذا الاحتمال.
وأثارت تصريحات الرئيس الأمريكي الذي وصفه رئيس وزراء غرينلاند المنتهية ولايته ميوت إيغده بأنه شخص «لا يمكن توقّع» سلوكه، حالة من الارتباك خلال الحملة الانتخابية.
ويرى قوميو حزب «ناليراك» في هذه التصريحات رافعة لتعزيز موقف سكان غرينلاند قبل فتح المفاوضات مع الدنمارك بشأن مستقبلهم.
لكنّ هذه المواقف تسهم في بعض الأحيان أيضاً في لجم حماسة الساعين إلى استقلال الإقليم وتشجيع الحفاظ على الروابط مع كوبنهاغن.
وقالت كورنيليا آني رونغولم، وهي موظفة بلدية في قرية كاكورتوك (جنوب)، إنها لا تريد «الاستقلال اليوم لأن ترامب سيستولي علينا على الفور».
ويرى المحللون أن تدخل ترامب في الحملة الانتخابية يسهم في زيادة حالة الاستقطاب العمودي في النقاشات، وتعزيز قناعات كل طرف، لكن من غير المتوقع أن يؤثر في نتيجة التصويت.
أخبار متعلقة :