نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تصعيد حوثي خطير: استيلاء على مساجد جنوب إب وإغلاق مصليات نسائية في رمضان ضمن مخطط طائفي - خبر صح, اليوم الثلاثاء 11 مارس 2025 02:27 صباحاً
في تطور جديد يُظهر تصاعد الانتهاكات الحوثية بحق المقدسات الدينية، أقدمت مليشيا الحوثي الإرهابية، اليوم الاثنين، على الاستيلاء على مسجد "عبدالوهاب" بمدينة القاعدة جنوب محافظة إب، وذلك بعد أيام قليلة من سيطرتها على مسجد "هائل" في المنطقة ذاتها.
يأتي هذا التصعيد في ظل موجة غضب شعبي عارمة، وتزامنًا مع إغلاق المليشيا مصليات نسائية عدة في المحافظة، في خطوة تهدف إلى تقييد حرية العبادة خلال شهر رمضان المبارك.
السيطرة على المساجد: إحلال الولاءات الطائفية محل الإرث الديني
أكدت مصادر محلية لـ"نافذة اليمن" أن المشرف الثقافي الحوثي في مديرية القاعدة، المدعو "أبو جبريل النوعة"، اقتحم مسجد "عبدالوهاب" برفقة مجموعة مسلحة، وقام بطرد الإمام الشرعي للمسجد، وتعيين أحد عناصر الجماعة مكانه.
وأشارت المصادر إلى أن هذا الإجراء يُعتبر حلقة في سلسلة ممنهجة لاستبدال الخطباء والائمة بآخرين مواليين للجماعة، بهدف نشر أفكارها الطائفية وتبرير ممارساتها عبر المنابر الدينية.
وكان مسجد "هائل"، الذي استولت عليه المليشيا قبل أيام، قد شهد إجراءات مماثلة، حيث أُجبر الإمام على المغادرة تحت تهديد السلاح، بينما حوّلت الجماعة المسجد إلى مركز لتأطير الشباب وتجنيدهم ضمن صفوفها، وفقًا لشهادات سكان قريبين من الموقع.
إغلاق المصليات النسائية: كبح الحريات الدينية للمرأة
في سياق متصل، شددت مليشيا الحوثي قبضتها على حرية المرأة في العبادة، بإغلاقها مصليات نسائية في مدن إب وذي السفال والقفر، بذريعة "التنظيم"، بينما تُشير تقارير إلى تحويل بعضها إلى ثكنات عسكرية أو مخازن للأسلحة.
وتُحرم هذه الإجراءات النساء من أداء صلاة التراويح جماعة، في انتهاك صارخ لحقوقهن الدينية والاجتماعية، خاصةً في شهر رمضان الذي تكتسب فيه هذه الشعائر أهمية روحية كبرى.
وتعود سياسة إغلاق المصليات النسائية إلى عام 2014، عندما سيطرت الجماعة على المحافظة، حيث حوّلت 12 مصلى على الأقل إلى مواقع عسكرية أو مقرات تابعة لها، وفقًا لتقرير صادر عن "المركز اليمني لحقوق الإنسان".
رفض شعبي واتهامات بـ"الطائفية المُعلنة"
أثارت هذه الممارسات موجة استنكار واسعة بين أهالي إب، الذين يرون في استهداف المساجد محاولة مكشوفة لطمس الهوية الدينية اليمنية واستبدالها بمشروع طائفي مرتبط بإيران.
وقال الناشط الحقوقي "محمد عبدالله" لـ"نافذة اليمن": "الحوثيون لا يكتفون بالسيطرة على المساجد، بل يريدون تحويلها إلى أدوات قمع فكري، وإخضاع المجتمع لخطابهم الكهنوتي بالقوة".
من جهته، حذر الشيخ "سالم الحميري"، أحد الوجهاء المحليين، من تبعات هذه السياسات، مؤكدًا أن "استهداف بيوت الله سيفتح أبواب فتن لا تُحمد عقباها، خاصةً وأن المجتمع اليمني يرفض أي تدخل في شعائره الدينية".
خلفية: الحوثيون وإعادة هندسة المشهد الديني
منذ انقلابها على السلطة الشرعية عام 2014، اتبعت مليشيا الحوثي استراتيجية ممنهجة لـ"السيطرة على العقول" عبر السيطرة على المؤسسات الدينية. واستهدفت الجماعة، المدعومة من إيران، المساجد والمنابر التعليمية، لترويج أفكارها المذهبية، وإقصاء الخطباء الذين يرفضون مشروعها.
وتُشير إحصائيات إلى أن الجماعة سيطرت على أكثر من 200 مسجد في إب وحدها، بينما فرضت رقابة صارمة على الخطب الدينية.
دلالات التوقيت: رمضان واستغلال الفراغ الأمني
يرى مراقبون أن التصعيد الحوثي الأخير يهدف إلى استغلال الانشغال الدولي بالأزمة الإنسانية في اليمن، وتعزيز نفوذ الجماعة في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
كما أن اختيار شهر رمضان، الذي يشهد تجمعات دينية واسعة، يُعتبر محاولة لفرض سلطة الأمر الواقع، وإظهار قدرتها على تغيير طبيعة المجتمع اليمني المحافظ.
نداءات لإنقاذ المقدسات ودعم صمود اليمنيين
في خضم هذه الانتهاكات، دعا نشطاء يمنيون ومنظمات حقوقية المجتمع الدولي إلى إدانة جرائم الحوثي بحق دور العبادة، واتخاذ إجراءات عاجلة لوقف تدمير النسيج الاجتماعي اليمني. كما طالبوا بدعم صمود أهالي إب والمناطق الأخرى التي تواجه حملات التهجير القسري والقمع الديني.
0 تعليق