تشهد العاصمة اليمنية صنعاء، منذ بداية شهر رمضان المبارك، ظاهرة غير مسبوقة تتمثل في قيام مجموعة من الشباب بتحويل سياراتهم إلى أدوات لسباقات خطيرة وغير قانونية في الشوارع الضيقة والأحياء المكتظة بالسكان. هذه الظاهرة التي بدأت تثير الذعر بين المواطنين، أصبحت تشكل تهديداً حقيقياً لحياة السكان والمارة، حيث يجري تنفيذ هذه السباقات بتهور شديد دون مراعاة للقواعد المرورية أو احترام حياة الآخرين.

سباقات مجنونة بميدان السبعين

وفقًا لشهادات مواطنين فإن منطقة ميدان السبعين، إحدى أبرز المناطق الحيوية في صنعاء، أصبحت مسرحاً لهذه الأعمال الخطيرة. الشباب المشاركون في هذه السباقات يستخدمون سيارات معدلة ومجهزة بأدوات تعزز من أدائها، مما يجعلها قادرة على الانطلاق بسرعات جنونية. ويقوم هؤلاء الشباب بتنظيم سباقات عشوائية في ساعات الليل، مستغلين الهدوء النسبي الذي يميز هذا التوقيت.

حادثة مأساوية بمنطقة العشاش

وفي حادثة مؤلمة وقعت مساء أمس، نظم مجموعة من الشباب سباقاً في منطقة العشاش، الواقعة جنوب العاصمة صنعاء. ومع تصاعد وتيرة السباق، فقد أحد المتسابقين السيطرة على سيارته أثناء السير بسرعة عالية، ما أدى إلى فقدانه التحكم بالمركبة وانحرافها عن الطريق. وفي مشهد مروع، اصطدمت السيارة بقاطرة كانت تسير في الاتجاه المعاكس، لتتسبب الحادثة في وفاة أربعة شباب كانوا على متن السيارة في الحال، وإصابة آخرين بجروح خطيرة.

هذه الحادثة لم تكن الأولى من نوعها، لكنها أثارت جدلاً واسعاً وسط دعوات متزايدة من قبل المواطنين للسلطات المحلية والجهات المعنية لوضع حد لهذه الظاهرة الخطيرة التي تهدد حياة السكان وسلامتهم.

أول مرة تشهد صنعاء مثل هذه الظاهرة

ما يميز هذه الحوادث أنها المرة الأولى التي تشهد فيها مدينة صنعاء مثل هذه الظاهرة بشكل ممنهج ومنظم، حيث أصبح التفحيط والسباقات الغير قانونية جزءاً من المشهد اليومي في بعض المناطق. ومع غياب الرقابة الأمنية الفعالة، يبدو أن هذه الظاهرة بدأت تأخذ منحى خطيراً قد يؤدي إلى كوارث أكبر إذا لم يتم التعامل معها بجدية.

نداءات المواطنين للتدخل

عبر العديد من المواطنين عن استيائهم من هذه الظاهرة، مطالبين السلطات المعنية بتحمل مسؤولياتها والتحرك العاجل لوضع حد لهذه السلوكيات المتهورة. وأكدوا أن هذه الأفعال لا تقتصر فقط على تعريض حياة السائقين أنفسهم للخطر، بل تمتد لتهدد حياة المارة والسكان القريبين من أماكن السباقات.

وقال أحد المواطنين في تصريحه لـ"كريتر سكاي": "هذا الأمر أصبح لا يُطاق. نحن نعيش في حالة خوف دائم من حوادث قد تودي بحياتنا أو حياة أطفالنا. يجب أن تتحرك الجهات المسؤولة فوراً لوقف هذه الفوضى".

دور السلطات المحلية

حتى الآن، لم تصدر أي بيانات رسمية من السلطات المحلية أو الأمنية بشأن هذه الظاهرة أو خططها للتعامل معها. ومع ذلك، يرى المراقبون أن غياب القانون والنظام في بعض المناطق، بالإضافة إلى تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، قد يكون له دور كبير في انتشار هذه السلوكيات المتهورة.

ختاماً

تظل مدينة صنعاء، رغم كل التحديات التي تواجهها، مدينة مليئة بالحياة والتاريخ.

لكن هذه الظاهرة الجديدة تدق ناقوس الخطر حول الحاجة الملحة لإعادة النظر في إدارة الأمن والسلامة العامة، وضرورة توعية الشباب بمخاطر هذه السلوكيات. فالجميع يأمل أن تكون الحادثة الأخيرة التي وقعت في العشاش جرس إنذار يدفع الجميع للتحرك قبل فوات الأوان.