نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بعد احتلال إسرائيل جبل الشيخ بسوريا.. كيف تحكم رؤية عبد الملك بن مروان فكر الشرع قبل الحرب؟ - خبر صح, اليوم الخميس 13 مارس 2025 12:03 صباحاً
تمدد جديد لإسرائيل في الجنوب السوري .. في خطوة تصعيدية تحمل أبعاداً عسكرية وسياسية خطيرة، تمكنت إسرائيل من فرض سيطرتها على جبل الشيخ، النقطة الاستراتيجية التي تطل على مناطق واسعة من الجنوب السوري. هذا التحرك يعكس نية إسرائيل في توسيع نفوذها داخل سوريا، مستفيدة من حالة عدم الاستقرار الداخلي التي تعيشها البلاد. الاحتلال الجديد يعزز موقع إسرائيل الدفاعي والهجومي في آنٍ واحد، مما يضع القيادة السورية أمام خيارات معقدة للتعامل مع هذا التحدي.
الرئيس أحمد الشرع في مواجهة اختبار تاريخي
بعد هذا التطور الخطير، يجد الرئيس السوري أحمد الشرع نفسه أمام تحدٍّ مصيري: كيف يرد على الاحتلال الإسرائيلي لجبل الشيخ؟ هل يختار المواجهة العسكرية المباشرة، أم يلجأ إلى استراتيجية الاحتواء السياسي والدبلوماسي، أم يحاول تحقيق توازن قوى عبر حشد الداخل السوري لمواجهة التهديدات الخارجية؟ السيناريوهات مفتوحة، لكن جميعها تعتمد على قدرته على توحيد الجبهة الداخلية قبل التفكير في أي مواجهة مع إسرائيل.
السيناريوهات المطروحة أمام سوريا
1- الحرب المباشرة:
الخيار الأول الذي قد يلجأ إليه الرئيس أحمد الشرع هو الرد العسكري لاستعادة جبل الشيخ وإيقاف التمدد الإسرائيلي في الجنوب، هذا السيناريو محفوف بالمخاطر، إذ إن الجيش السوري يحتاج إلى استعدادات مكثفة وحلفاء دوليين لدعمه في مواجهة قوة إسرائيل العسكرية المتفوقة تكنولوجياً وتسليحياً.
2- توحيد الداخل السوري أولاً:
إدراكاً لأهمية القوة الداخلية قبل أي مواجهة خارجية، قد يختار الرئيس السوري إعادة ترتيب البيت الداخلي، وتحقيق الاستقرار السياسي والاجتماعي، وبناء جيش قوي قبل اتخاذ قرار الحرب، هذا السيناريو يعكس رؤية استراتيجية بعيدة المدى، إذ إن المواجهة تتطلب جبهة وطنية موحدة قادرة على الصمود أمام الضغوط العسكرية والاقتصادية.
3- التصعيد الدبلوماسي والتفاوض:
يمكن أن تلجأ سوريا إلى تحركات دبلوماسية لحشد دعم دولي ضد الاحتلال الإسرائيلي، عبر الأمم المتحدة والجهات الفاعلة في المنطقة. قد يكون هذا الخيار مؤقتاً، لكنه لا ينفي ضرورة تعزيز القدرات العسكرية لمواجهة أي سيناريوهات مستقبلية.
رؤية عبد الملك بن مروان.. هل تتكرر اليوم؟
ما يمر به الرئيس أحمد الشرع اليوم يعيد إلى الأذهان موقف الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، عندما رفض الانجرار إلى حرب مع الروم قبل أن يوحّد الدولة الإسلامية، ويوطد أركان حكمه الداخلي، عبد الملك أدرك أن مواجهة قوة خارجية تحتاج إلى استقرار داخلي قوي، وهو نفس الدرس الذي يمكن أن يتبناه الرئيس السوري اليوم، فلا حرب دون جبهة داخلية موحدة، ولا انتصار دون دولة متماسكة.
هل تكون وحدة سوريا هي السلاح الأقوى؟
الواقع السوري الحالي يفرض على القيادة التفكير بشكل استراتيجي في كيفية مواجهة التحديات. فإسرائيل، التي تحتل جبل الشيخ، لا تكتفي بالتوسع العسكري، بل تستفيد من الانقسامات الداخلية السورية، وبالتالي، فإن الرد الأكثر فاعلية قد لا يكون في خوض حرب مباشرة، بل في بناء سوريا قوية موحدة، قادرة على المواجهة عسكريًا وسياسيًا واقتصاديًا.
إلى أين تتجه سوريا؟
المرحلة المقبلة ستكون حاسمة، فإما أن تتجه سوريا نحو التصعيد العسكري دون تحضير كافٍ، مما قد يؤدي إلى خسائر فادحة، أو تستفيد من دروس التاريخ وتعيد بناء قوتها الداخلية، لتكون قادرة على مواجهة إسرائيل في التوقيت والشكل المناسبين، فهل يتكرر سيناريو عبد الملك بن مروان، أم أن الرئيس أحمد الشرع سيختار طريقاً آخر لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي؟
احتلال إسرائيل لجبل الشيخ، التمدد الإسرائيلي في جنوب سوريا، الرئيس السوري أحمد الشرع، رد سوريا على الاحتلال الإسرائيلي، توحيد الجبهة الداخلية السورية، المواجهة بين سوريا وإسرائيل، الشرع وعبد الملك بن مروان وتوحيد الدولة، دروس من التاريخ في الصراع العربي الإسرائيلي، السياسة السورية بعد سقوط نظام الأسد
أخبار متعلقة :