نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
“تهامة المنسية.. بين التهميش المتعمد ونداء التغيير” - خبر صح, اليوم الخميس 13 مارس 2025 02:39 صباحاً
في قلب اليمن، حيث تُعَد تهامة سلة غذائه بثرواتها الزراعية والبحرية الهائلة، يعاني سكانها من تهميش متعمد وعزلة قسرية، تتفاقم مع كل حكومة تتعاقب على السلطة، وآخرها ميليشيا الحوثي، التي زادت من معاناة المنطقة، تاركة أهلها تحت وطأة الفقر، وانعدام الخدمات الأساسية من تعليم وصحة وأمن وبنية تحتية.
هذه الحقائق الصادمة لم تجد صداها في الإعلام المحلي والدولي كما ينبغي، إلا أن برنامج “خاطرك مجبور” وبعيداً عمن يقف خلفه ! كسر حاجز الصمت وكشف المستور، مسلطًا الضوء على الواقع المأساوي لأهالي تهامة، الذين يدفعون ثمنًا باهظًا نتيجة للعنصرية الطبقية والطائفية المستمرة.
منذ عقود طويلة، تعاني تهامة من إهمال متعمد، إذ حُرمت من أبسط مقومات الحياة الكريمة، رغم أنها تُعتبر مصدرًا رئيسيًا للثروات الطبيعية والزراعية والبحرية التي يعتمد عليها اليمن بأكمله.
ورغم هذا الدور الحيوي، فإن أهلها يُعاملون بدونية مستمرة، وكأنهم مواطنون من الدرجة الثانية، محرومون من حقوقهم الأساسية، بل ويُستغلّون في أعمال شاقة مقابل أجور زهيدة، بينما تعيش بقية المحافظات على خيراتهم. في تهامة، يكافح الأطفال للوصول إلى المدارس وسط انهيار شبه كامل للمنظومة التعليمية، حيث تفتقر المدارس إلى المعلمين، والمناهج، وحتى المباني الصالحة للتعليم.
أما القطاع الصحي، فالوضع أكثر مأساوية، حيث تغيب المستشفيات المجهزة، وينتشر سوء التغذية والأمراض الفتاكة بلا أي تدخل حكومي حقيقي لإنقاذ الأرواح. من ناحية الأمن، تعاني تهامة من اضطرابات مستمرة، حيث تتعامل القوى المسيطرة مع سكانها بسياسات قمعية، فلا أمان ولا استقرار.
وعلى مستوى البنية التحتية، لا وجود لطرقات صالحة أو كهرباء منتظمة أو مياه نظيفة، في ظل تجاهل تام لمطالب السكان بتحسين أوضاعهم المعيشية.
السؤال الذي يطرحه الجميع: لماذا هذه العنصرية الطبقية والطائفية تجاه أبناء تهامة ؟ ولماذا يُترك سكانها فريسة للفقر والمرض والجوع رغم مساهمتهم الضخمة في الاقتصاد الوطني ؟ يبدو أن سياسة التهميش ليست مجرد إهمال عابر، بل نهج ممنهج يُمارَس بحقهم لعزلهم عن المشهد السياسي والاجتماعي، وإبقائهم في دوامة الفقر والتبعية.
لكن إلى متى سيستمر هذا الوضع المأساوي ؟ وهل سيبقى أهالي تهامة تحت رحمة من يستغلهم ؟الطريق إلى التغيير يبدأ من وعي أبناء تهامة بحقوقهم وتوحدهم ضد كل أشكال التمييز والاستغلال.
لقد حان الوقت لأن يدير شباب وفتيات تهامة شؤون منطقتهم بأنفسهم، سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا، لأنهم وحدهم من عانى، وبيدهم يمكن أن تبدأ عملية التغيير والتحسين، من خلال مشاريع تنموية محلية، وتعزيز التعليم، ورفع الوعي المجتمعي، والمطالبة بحقوقهم المشروعة بطرق سلمية ومدروسة.
برنامج “خاطرك مجبور” كشف المخفي وعكس صورة الواقع المأساوي لتهامة للعالم، لكنه لن يكون كافيًا ما لم يتحرك أبناء تهامة بأنفسهم للمطالبة بحقوقهم المشروعة.
فالسكوت على التهميش المستمر لم يعد خيارًا، والمستقبل لن يتغير إلا بإرادة حقيقية من داخل تهامة نفسها. تهامة تستحق الحياة الكريمة.. وأبناؤها هم الأمل في كسر قيود التهميش والظلم.
أخبار متعلقة :