نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
سوريا على مفترق طرق.. هل ينهي الاتفاق مع قسد والفصائل الفوضى أم يفتح الباب لمستقبل جديد؟ (تحليل) - خبر صح, اليوم الجمعة 14 مارس 2025 11:03 صباحاً
في خطوة لم يكن يتوقعها أحد، أعلن الرئيس السوري أحمد الشرع اتفاقًا مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) يقضي بحل الأخيرة ودمجها في مؤسسات الدولة السورية، هذا الإعلان، الذي أثار فرحة السوريين في مختلف أنحاء البلاد، يفتح باب التساؤلات حول مستقبل سوريا بعد هذه الخطوة المفاجئة؛ كيف تم التوصل إلى هذا الاتفاق؟ وما هي التحديات التي تواجه تطبيقه؟ وما السيناريوهات المحتملة لمستقبل سوريا بعد هذا التحول الكبير؟
التصعيد الأمني قبل الاتفاق.. هل كانت هناك ضرورة ملحّة للحل؟
في الأسابيع الأخيرة، شهدت سوريا تصعيدًا خطيرًا، خاصة في الساحل السوري، حيث نفذت فلول النظام السابق هجمات منسقة استهدفت القوات الأمنية والمنشآت الحيوية، مما أسفر عن مقتل وإصابة مئات المدنيين والعسكريين.
استخدم المهاجمون تكتيكات حرب العصابات، حيث هاجموا بلباس مدني، ثم انسحبوا إلى مواقع آمنة، مما صعّب على قوات الأمن تمييزهم عن السكان، ورغم محاولات الحكومة الجديدة احتواء الموقف عبر إطلاق عفو عام وإجراء تسويات أمنية، إلا أن بعض الجماعات استغلت هذه التسهيلات لمواصلة عملياتها تحت غطاء الشرعية، مما أدى إلى زيادة الضغط الداخلي والخارجي على الإدارة السورية الجديدة لإيجاد حل سريع يعيد الأمن والاستقرار.
الاتفاق مع قسد.. بين الوحدة الوطنية وإنهاء الفوضى
جاء الاتفاق بين الدولة السورية وقسد كخطوة مفاجئة، حيث تم الإعلان رسميًا عن توقيع وثيقة اندماج بين الرئيس أحمد الشرع وقائد قسد مظلوم عبدي، وتتضمن الوثيقة عدة بنود رئيسية، أبرزها:
- دمج كافة المؤسسات العسكرية والمدنية التابعة لقسد ضمن مؤسسات الدولة السورية، بما في ذلك المعابر الحدودية، المطارات، وحقول النفط والغاز.
- وقف إطلاق النار بشكل كامل في جميع الأراضي السورية، بما يشمل إنهاء النزاعات العسكرية وضمان الحقوق السياسية والدستورية للأكراد.
- عودة المهجرين إلى مناطقهم مع توفير الضمانات الأمنية لحمايتهم.
- التزام قسد بمكافحة فلول النظام السابق بالتعاون مع الدولة السورية، وهو تحول جذري في موقفها السابق.
- رفض أي محاولات تقسيم أو إثارة النعرات الطائفية والعرقية، مما يؤكد توجه قسد نحو دعم وحدة سوريا ضمن إطار الدولة الوطنية.
تحول استراتيجي.. من المستفيد الأكبر؟
يعد هذا الاتفاق تحولًا سياسيًا مهمًا، حيث يحقق مكاسب استراتيجية للدولة السورية، أبرزها:
- استعادة السيطرة على الشمال الشرقي دون الحاجة إلى تدخل عسكري واسع، مما يعزز سلطة الحكومة الجديدة.
- تقليل النفوذ الأمريكي في سوريا، حيث كانت واشنطن تستخدم قسد كورقة ضغط على دمشق، ومع هذا الاتفاق، قد تخسر الولايات المتحدة أحد أهم حلفائها في المنطقة.
- ضمان الحقوق الدستورية للأكراد، مما قد يؤدي إلى تهدئة الجبهة الشمالية، خاصة أن تركيا ستفقد مبرر عملياتها العسكرية ضدهم.
- إضعاف النفوذ الإقليمي لبعض القوى مثل إيران وروسيا، حيث يُعيد الاتفاق ترتيب التوازنات السياسية داخل سوريا، مما يعزز استقلالية القرار السوري عن التدخلات الخارجية.
التحديات أمام تنفيذ الاتفاق
رغم الأهمية الكبيرة لهذا الاتفاق، فإن تنفيذه يواجه تحديات عدة، أبرزها:
- كيفية دمج آلاف المقاتلين الأكراد في الجيش السوري، وهل ستحتفظ قسد بقياداتها أم ستذوب بالكامل ضمن القوات المسلحة؟
- مصير حقول النفط والغاز التي تسيطر عليها قسد، وكيف سيتم نقل إدارتها إلى الدولة السورية؟ وهل سيتم إشراك الأكراد في إدارتها لضمان الاستقرار؟
- موقف القوى الدولية من الاتفاق، خصوصًا أن الولايات المتحدة قد لا تقبل بسهولة بفقدان نفوذها في المنطقة، فهل ستدعم واشنطن قسد عسكريًا أم ستكتفي بالدعم الاقتصادي؟
- موقف تركيا من الاتفاق، خاصة أنها تعتبر قسد تهديدًا أمنيًا مباشرًا، فهل تتدخل عسكريًا لإفشاله أم ستتفاوض لضمان مصالحها؟
من الرابح ومن الخاسر؟
- الدولة السورية تستعيد سيطرتها على مناطق واسعة دون حرب، وتحصل على موارد اقتصادية هائلة، مما يعزز موقفها الدولي.
- قسد تتحول إلى جزء من الدولة السورية، مما يضمن لها شرعية سياسية ويعزز حقوق الأكراد.
- روسيا وإيران قد تستفيد من تقليص النفوذ الأمريكي في سوريا، لكن الاتفاق يحدّ من سيطرتهما على القرار السياسي السوري.
- تركيا وأمريكا هما الخاسران الأكبر، حيث تفقد أنقرة مبرر تدخلها العسكري، بينما تخسر واشنطن نفوذها المباشر في الشمال السوري.
السيناريوهات الأربعة لمستقبل سوريا بعد الاتفاق
-
نجاح الاتفاق وعودة سوريا الموحدة
- يتم تنفيذ الاتفاق دون عوائق، مما يعيد وحدة سوريا، ويمهد لانسحاب القوات الأمريكية، وبدء مرحلة إعادة الإعمار.
-
فشل الاتفاق وعودة الفوضى
- تواجه عملية التنفيذ عراقيل كبيرة، مثل رفض بعض الفصائل الكردية، أو تدخل عسكري تركي، أو دعم أمريكي لقسد بالسلاح، مما يؤدي إلى تصعيد عسكري جديد.
-
اتفاق هش وهدنة غير مستقرة
- يتم تنفيذ الاتفاق جزئيًا، لكن دون معالجة القضايا العالقة، مما يجعله قابلًا للانهيار في أي لحظة، خاصة إذا استمرت بعض الفصائل الكردية في السيطرة على مناطق معينة.
-
تقسيم فعلي وظهور دويلات متناحرة
- يفشل الاتفاق، لكن بدلاً من الحرب الشاملة، تتجه سوريا نحو تقسيم غير رسمي، حيث تبقى مناطق الشمال الشرقي تحت سيطرة قسد بدعم أمريكي، بينما تبقى المناطق الأخرى تحت سيطرة الحكومة السورية.
سوريا أمام اختبار حقيقي
رغم أن الاتفاق بين الدولة السورية وقسد يمثل خطوة تاريخية نحو الوحدة والاستقرار، فإن الأسابيع القادمة ستكون حاسمة في تحديد مدى نجاحه أو فشله، هل تستطيع سوريا تجاوز عقبات الماضي والتأسيس لدولة موحدة؟ أم أننا أمام هدنة مؤقتة ستنتهي بجولة جديدة من الصراع؟
الأيام القادمة ستحمل الإجابة، فإما أن يكون الاتفاق بداية جديدة لسوريا قوية وموحدة، أو مجرد استراحة قبل عودة الفوضى إلى المشهد مجددًا.
سوريا، قسد، الحكومة السورية، أحمد الشرع، مظلوم عبدي، اتفاق قسد والدولة، توحيد سوريا، الأكراد في سوريا، الجيش السوري، النفط السوري، المصالحة الوطنية، الفوضى في سوريا، الأزمة السورية، الصراع السوري، التدخل الأمريكي في سوريا، النفوذ التركي في سوريا، إعادة الإعمار في سوريا، السيناريوهات المحتملة لسوريا، مستقبل سوريا السياسي، حل قسد، وحدة الأراضي السورية، الأكراد والحكومة السورية، التدخل الروسي في سوريا، النفوذ الإيراني في سوريا، الصراع الكردي العربي، التحولات السياسية في سوريا، الأمن في سوريا، المصالحة السورية.
أخبار متعلقة :