نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
محامي يمني شهير يوجه رسالة عاطفية إلى السعودية - خبر صح, اليوم الأحد 16 مارس 2025 02:15 صباحاً
في خطوة لافتة، وجه المحامي اليمني البارز محمد المسوري، رسالة مفتوحة ومباشرة إلى الشعب السعودي عبر منصة التواصل الاجتماعي "إكس" (تويتر سابقاً).
الرسالة التي جاءت مشبعة بالعاطفة والاعتراف بالجميل، كشفت عن تجربة شخصية فريدة للمسوري مع المملكة العربية السعودية، وحملت في طياتها رسائل سياسية وإنسانية عميقة.
بداية الحرب وأزمة المواقف
استهل المسوري رسالته بمخاطبة الشعب السعودي بلغة الأشقاء والأحبة، قائلاً: "رسالة إلى أهل السعودية، أعز الأشقاء وأقربهم وأحبهم إلى قلبي."
وأوضح أنه منذ اندلاع الحرب في اليمن، كان دائم الانتقاد للتحالف العربي بقيادة السعودية وللشرعية اليمنية، لكنه أكد أن انتقاداته كانت نابعة من معاناة شعبه جراء الحرب التي قال إن ميليشيات الحوثي الإيرانية هي من جرّتهم إليها.
ومع ذلك، شدد المسوري على أنه لم يتجاوز في يوم من الأيام حدود الاحترام والتقدير تجاه الشعب السعودي، قائلاً: "لم أتطاول على الشعب السعودي رجاله ونساءه على الإطلاق.
وأعتبر كل أهل السعودية أهلي وعشيرتي." كما نفى بشكل قاطع أن يكون قد كتب أي تغريدات مسيئة، مؤكدًا أن التغريدات التي تتداولها بعض الأطراف المناوئة للسعودية مزورة ولا أساس لها من الصحة.
رحلة النضال والتحديات
سرد المسوري تفاصيل رحلته الشخصية خلال السنوات الأولى للحرب، حيث غادر اليمن في الأشهر الأولى للنزاع وتنقل بين العديد من الدول العربية والأوروبية.
وأشار إلى أنه خلال تلك الفترة كان ينتقد الشرعية والتحالف، وكشف عن وجود عناصر من تنظيم القاعدة تقاتل إلى جانب قوات الشرعية والتحالف.
وقال إنه وبعد التحقق من صحة هذه المعلومات، تم القبض على أحد قيادات القاعدة، وهو عادل الحسني، الذي يقيم اليوم في سلطنة عمان ويهاجم السعودية والإمارات.
بعد مرور أربعة أشهر، عاد المسوري إلى اليمن ليواجه ما وصفه بـ"جرائم الحوثي وانتهاكاته"، والتي قال إنها تهدف إلى تنفيذ مشروع إيراني في اليمن.
وأكد أنه واجه الحوثيين بكل قوة من داخل العاصمة صنعاء، وأنه تعرض لمحاولات اغتيال واعتقال متكررة، لكنه نجا منها بفضل الله ثم بدعم من الرئيس الراحل علي عبدالله صالح والعميد طارق صالح.
السعودية.. "أب تعامل مع ولده العاصي"
واحدة من أبرز النقاط التي تناولتها الرسالة هي العلاقة الإنسانية التي بنى المسوري مع المملكة العربية السعودية. فقد كشف عن أن قيادات سعودية وشخصيات من الشرعية اليمنية تواصلت معه خلال فترة وجوده في صنعاء، وعرضت عليه الهروب من الحوثيين إلى مناطق آمنة.
وقال المسوري مستنكراً: "هاجمتهم وانتقدتهم وهم يبحثون كيف ينقذوني وأسرتي؟"
وأوضح أن السعودية قامت بتهريبه وأسرته من صنعاء إلى مأرب ومنها إلى الرياض، واصفاً هذه الخطوة بأنها تجسد المعاملة الأخوية والإنسانية التي لا يعرفها سوى من عاش التجربة بنفسه.
وقال: "هذه هي السعودية التي لا يعرفها الأغبياء. تعاملت معي السعودية معاملة الأب مع ولده العاصي."
كما أشاد المسوري بأصول وأخلاق القيادة السعودية، مبيناً أنها لم تسأل يوماً عن مواقفه السابقة أو انتقاداته للتحالف، بل عاملته ومعظم أصحاب الرئيس الراحل علي عبدالله صالح معاملة مليئة بالاحترام والتقدير.
الدروس المستفادة
اختتم المسوري رسالته بتوجيه كلمات شكر وامتنان عميقة للمملكة العربية السعودية وقيادتها وشعبها، وقال إنه تعلم من السعودية الكثير من القيم مثل الحكمة، الأخلاق، الرقي، الشهامة، والنخوة. وأضاف: "موقف القيادة السعودية الحكيمة سيظل ديناً في ذمتي وذمة أولادي وأحفادي إلى يوم القيامة."
وفي رسالة إلى الأمة العربية والإسلامية، أكد المسوري أن السعودية ستبقى قلب الأمة النابض وقائدة الأمة العربية والإسلامية، متمنياً السلامة والخير لكل من السعودية واليمن والأمة العربية والإسلامية.
خلفيات الرسالة وأبعادها السياسية
تأتي هذه الرسالة في وقت يشهد فيه المشهد السياسي اليمني تفاعلات متسارعة، خاصة مع استمرار الحرب والجهود الدولية لإيجاد حلول للأزمة.
وقد تكون رسالة المسوري محاولة لتحسين صورة السعودية في أعين اليمنيين، خاصة بعد الانتقادات التي واجهتها المملكة بسبب دورها في الحرب.
كما يمكن النظر إلى الرسالة على أنها تأكيد على الروابط الإنسانية العميقة بين الشعبين اليمني والسعودي، رغم الخلافات السياسية.
وعلى الرغم من أن المسوري لم يخفِ انتقاداته السابقة للسعودية، إلا أنه أظهر في رسالته الجانب الإنساني والأخلاقي الذي يميز العلاقات بين الشعوب.
الرسالة التي وجهها المحامي محمد المسوري تحمل في طياتها أكثر من مجرد شكر وامتنان؛ فهي تعبر عن قصة إنسانية مليئة بالتحديات والتضحيات، وتسلط الضوء على أهمية الأخوة والقيم الإنسانية في ظل الظروف الصعبة.
وفي الوقت نفسه، تعيد التأكيد على الدور المحوري الذي تلعبه المملكة العربية السعودية في المنطقة، سواء على المستوى السياسي أو الإنساني.
أخبار متعلقة :