خبر صح

نواح وعويل حوثي عقب فشل الانقلاب العسكري في الساحل السوري - خبر صح

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
نواح وعويل حوثي عقب فشل الانقلاب العسكري في الساحل السوري - خبر صح, اليوم السبت 8 مارس 2025 04:15 مساءً

شهدت حسابات القيادات الحوثية وناشطي الجماعة على مواقع التواصل الاجتماعي، الليلة قبل الماضية، حالة من الابتهاج والفرح عقب اندلاع تمرد مسلح في الساحل السوري نفذته عناصر موالية لنظام بشار الأسد المدعوم من إيران. واعتبرت القيادات الحوثية هذا التحرك العسكري ضد قوات الأمن العام في سوريا، واقتحام المستشفيات والسيطرة على بعض المواقع الرسمية، مؤشرًا على بداية سقوط الدولة السورية الوليدة، حيث أظهرت منشوراتهم تكبيرات وهتافات ابتهاجًا بالأحداث.

إلا أن الفرحة الحوثية لم تدم طويلاً، إذ انتهت محاولات التمرد بالفشل بعد تدخل قوات الدولة السورية، مدعومة بانتفاضة شعبية واسعة، للقضاء على الانقلابيين. وعلى إثر ذلك، تحولت نبرة قيادات الجماعة إلى الأسى والانتقاد، حيث عبروا عن استيائهم من الهزيمة التي لحقت بالعناصر المتمردة.

وفي هذا السياق، كتب القيادي الحوثي محمد البخيتي، عبر حسابه على منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، معلقًا على فشل التمرد، منشورا رصده "المشهد اليمني" قال فيه: "اعتقدت أن طوفان الأقصى وما ترتب عليه من أحداث كان كافيًا لتحصين مستقبل الأمة من الفتنة المذهبية، لكن يبدو أن المشكلة أعمق... حصول حادث أمني كان متوقعًا في أي لحظة لأن جماعة الجولاني لم توقف ملاحقتها للشيعة والعلويين منذ سقوط دمشق، فهل يستحق ذلك الحادث كل هذا الاستنفار؟"

وأضاف البخيتي مهاجمًا الدولة السورية: "يبررون جرائمهم بحجة تجنب مصير جماعة إخوان مصر، متجاهلين أن أهم أسباب سقوطها هو تصالحها مع أعداء الأمة ومحاربتها لمحور المقاومة، وهذا نفس ما يقومون به اليوم في سوريا... لم أستوعب عدالة الخلود في النار إلا بعد أن عرفت الجماعات التكفيرية، لاحظوا كيف يمارسون القتل من أجل التسلية". حسب زعمه.

أما القيادي الحوثي عبدالملك العجري، المدرج ضمن قوائم الإرهاب، فقد صرح قائلًا: "من يحكمون سوريا اليوم طائفيون تكفيريون بكل ما تعنيه الكلمة، يستبيحون دماء المخالفين ويعلنون ذلك صراحة جهارًا نهارًا... حمى الله سوريا وشعبها من الفتنة التي تطل برأسها."

يأتي هذا التفاعل الحوثي مع الأحداث في سوريا ليؤكد مجددًا ارتباط الجماعة الوثيق بالمحور الإيراني، ودعمها لأي تحركات من شأنها زعزعة الاستقرار في المنطقة، حتى لو انتهت بالفشل الذريع.

والليلة قبل الماضية، حدثت محاولة انقلاب عسكري فاشلة في الساحل السوري، ودفعت وزارة الدفاع السورية بتعزيزات ضخمة إلى مناطق الاشتباكات في اللاذقية وطرطوس، شملت دبابات وعربات مصفحة، لمواجهة ما وصفته بـ"فلول النظام السابق". وأسفرت المواجهات، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن سقوط أكثر من 70 قتيلًا، فيما نفذت القوات الأمنية عمليات تمشيط واسعة غرب البلاد.

وأعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع السورية، حسن عبد الغني، أن "الجيش فرض سيطرته الكاملة على مدينتي طرطوس واللاذقية"، مؤكدًا استمرار العمليات لضمان استقرار المناطق التي شهدت اضطرابات.

من جانبه، أكد الرئيس السوري أحمد الشرع أن سوريا اليوم "واحدة موحدة من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها"، مشددًا على أن أي اعتداء على محافظة سورية سيُواجه بتكاتف وطني كامل، وذلك في أول تصريح له عقب المواجهات التي شهدها الساحل السوري خلال الساعات الماضية.

وقال الشرع في خطاب متلفز إن "بعض فلول النظام الساقط سعت لاختبار سوريا الجديدة التي يجهلونها"، مشيرًا إلى أن الدولة لن تتهاون في ملاحقة كل من ارتكب جرائم بحق الشعب السوري. وأضاف: "سوريا اليوم لا فرق فيها بين سلطة وشعب، وهي تعني الجميع ومهمة للجميع".

وقال الرئيس السوري أحمد الشرع، مخاطبا الفلول: "إنكم بفعلكم الشنيع بقتل من يحمي سوريا قد اعتديتم على كل السوريين وبهذا لقد اقترفتم ذنبا لايغتفر وقد جاءكم الرد الذي لاصبر لكم عليه فبادروا إلى تسليم سلاحكم وأنفسكم".

ودعا الرئيس السوري فلول النظام السابق إلى المبادرة بإلقاء السلاح، مشددًا على أن "من يصرّ على الاعتداء على الشعب سيُقدَّم إلى محكمة عادلة". كما أكد على التزام قوات الأمن بعدم السماح لأي تجاوز أو مبالغة في رد الفعل، مضيفًا: "ما يميزنا عن عدونا هو التزامنا بمبادئنا".

وعن المرحلة المقبلة، أكد الشرع أن سوريا لن تعود إلى الوراء قائلًا: "سوريا سارت إلى الأمام ولن تعود خطوة واحدة إلى الوراء"، مشددًا على استمرار حصر السلاح بيد الدولة، ومحاسبة أي جهة تتجاوز على المدنيين.

أخبار متعلقة :