سيكولوجية الأجيال وثقافة السجال - خبر صح

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
سيكولوجية الأجيال وثقافة السجال - خبر صح, اليوم الخميس 13 مارس 2025 04:12 صباحاً

أثيرت قضية قبل فترة أساسها تباين الأسلوب في الطرح بين جيلين وأكثر، حيث تعتبر ظاهرة أزلية تنبع من اختلاف المفاهيم والرؤى، وذلك بتمسك الجيل القديم بتقاليده وقيمه التي نشأ عليها، بينما يسعى الجيل الجديد إلى التغيير وفق متطلبات العصر الحديث، ومن هنا ينشأ الاختلاف المؤدي للخلاف.

يتجلى كذلك الفرق بين الجيل القديم والجيل الحديث في أسلوب التفكير والنظرة إلى القيم والمفاهيم الاجتماعية والثقافية، فالجيل القديم غالبا ما يتمسك بالثوابت التي تشكلت عبر التجارب والتقاليد ويميل إلى الحذر في التجديد، بينما يتسم الجيل الجديد بالجرأة والانفتاح على الأفكار النمائية بالأحداث المتغيرة المدفوعة بالثورة التكنولوجية وسرعة التغيرات الاجتماعية، وعلى سبيل المثال نرى في الأدب الكلاسيكي التركيز منصبا على الرسائل العميقة التي تخدم المجتمع بينما في الأدب الحديث أصبح الاهتمام ينصب على التعبير الفردي واستكشاف الذات، مما أوجد فجوة بين الجيلين في طريقة تناول القضايا الأدبية المطروحة.

تقبل فهم اختلاف الأجيال في الأدب والقصة والرواية يظهر جليا في الأعمال الأدبية المتناقضة بين القديم والجديد، حيث تظهر تجربة الأدباء كتاب القصة والرواية في انعكاس التجربة الشخصية في مواجهة المجتمع التقليدي ونظرتهم إلى التعليم والثقافة، ويتناول آخرون التغيرات الاجتماعية التي طرأت على المجتمع من خلال أجيال متعاقبة، ويذهب آخرون لمناقشة فكرة الزمن وتأثيره على الأجيال، وكيف أن القيم التي كانت سائدة في عصر معين قد تصبح غريبة أو غير مفهومة في عصر آخر، ولكن من المفترض أن يحترم كل جيل إسقاطاته وإنتاجه الأدبي بلا تحيز أو تجاوز.

أرى أن السجال والجدال الأدبي كثقافة انضباطية مهم للتقريب بين الأجيال، حيث يمكن أن يجد الجيل الجديد في أعمال الجيل القديم حكمة وتجربة، بينما يستفيد الجيل القديم من تجديد الأفكار وأساليب الطرح الحديث، مما يبعث الحراك في النصوص الأدبية لعالمنا العربي الذي أصبح أكثر انفتاحا على قضايا الهوية الفردية التي تخاطب جيل الشباب بلغة قريبة من واقعهم وتعكس تحدياتهم الفكرية والاجتماعية في ظل العولمة والتكنولوجيا، ومن جهة أخرى نرى بأن السجال من خلال الحوار المتبادل بين الجيلين، سواء في شكل نقدي مباشر أو ضمني يعكس محاولات كل جيل لتبرير رؤيته والدفاع عن موقفه، وفي الوقت نفسه يسهم في تطور الفكر الإنساني عبر العصور.

وفي النهاية يستمر صراع الأجيال صحيا في الطرح الأدبي، وذلك بسبب طبيعة التطور الاجتماعي المبنى على اختلاف شخصية الأديب، ولا يمكن الحكم عليه بأنه سلبي أو إيجابي أو أنه صالح للنشر من عدمه بل هو ضرورة لخلق التوازن بين الثابت والمتجدد، ويظل هذا الصراع وقودا للإبداعات المتغيرة والمتتابعة، حيث تعكس الروايات والقصص تجليات بهذا التباين، مما يسمح لكل جيل بالتعبير عن صوته وفهم صوت الآخر، ليظل الأدب جسرا للحوار بين الماضي والمستقبل.

Yos123Omar@

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق