هواتفنا المحمولة ما لها وما عليها - خبر صح

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
هواتفنا المحمولة ما لها وما عليها - خبر صح, اليوم الثلاثاء 11 مارس 2025 12:36 صباحاً

ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، طلب خط هاتف منزلي أحيانا يحتاج إلى واسطة كبيرة! احتجت إلى واسطة كبيرة لكي أستطيع الحصول على خط أرضي (هاتف منزلي)، ذهبت (في ذلك الوقت) إلى مكتب أعلى سلطة في الهاتف بالمنطقة! حاملا معي خطابا رسميا يوضح طبيعة عملي، كنت أعمل ضمن فريق يقوم بإجراء التجارب الضرورية قبل القيام بعملية نقل الأعضاء (مثل الكلى) في المستشفى الرئيسة بالمنطقة، أحيانا يتم استدعائي أنا وفريق العمل في منتصف الليل لأن هناك حالة وفاة دماغية ولا بد من القيام بالتجارب الضرورية التي تسبق عمليات النقل (HLA & X-match). للأسف، أهمية عملي من ضمن الفريق لم تشفع لي في الحصول على الخدمة إلا بعد رفع خطاب طلب خدمة (آخر) عند أكبر مسئول لخدمات البرق والبريد والهاتف بالمنطقة. على ظهر ورقة الطلب، توقيع شخصية هامة مع كتابة: مبروك حصولك على الترقية يا بشمهندس!

هذا حال ذلك الجيل الذي كان يعاني وبشدة من حرف (الواو) أقصد الواسطة التي كانت تقضي لك حوائجك الصغيرة والكبيرة. الحمد لله، ذهب ذلك الزمان بما فيه من سلبيات وإيجابيات، وها نحن الآن، تغلبنا وبشكل كبير على حرف (الواو). المهم في مقالي، عنصر الهاتف (التليفون). في بدايات القرن الحالي أصبحت خدمة الهاتف متوفرة للكل دون الاحتياج إلى واسطة، أصبح كل شخص يمتلك جهاز جوال (أحيانا جهازين وثلاثة) غالي الثمن، يحتاج فقط إلى ضغطة زر بالموافقة على الشروط والأحكام للحصول على الخدمة!

كنت في رحلة أوروبية، خلال جلوسي في الباص الذي ينقلني من مركز البلد إلى المول التجاري، جلس بجواري رجل ناضج في السن، أنيق الملبس، لكي أنشط من لغتي الإنجليزية التي تأثرت سلبا، تحدثت معه، وجدت أن أفضل حديث معه هو عن تلك الجوالات المتنقلة التي توفرت لدى فئات المجتمع. كان الحديث ممتعا جدا، وجدته شخصا ذا ثقافة واسعة ومطلعا على تقنيات العصر الحديثة. اتفقت معه على أن هذه التقنيات الحديثة التي أصبحت متوفرة وفي متناول الجميع هي وسيلة حديثة للتجسس العالمي (استخباراتية) من قبل القوى الدولية المالكة لتلك التقنيات! كيف؟

باختصار، الجميع (كبار وصغار)، يقوم بتصوير كل أحواله، يحفظ الصور في مخزون سحابي (توفر سعة تخزين كبيرة)، لا تستطيع فتح التطبيق إلا عن طريق علامات حيوية (بصمة الإصبع، علامات الوجه أو صوت الشخص)! كل معلوماتك ورسائلك العامة والخاصة موجودة في جوالك! السؤال الذي يطرح نفسه: هل يمكن الوصول إلى تلك المعلومات والصور التي تخصك من قبل الجهات المالكة لتلك التطبيقات؟ أترك الإجابة للعقول التي تفكر بهدوء قبل استخدام التطبيق والسماح للتطبيق بالدخول إلى ذاكرة الجوال (شرط أساسي لاستخدام التطبيق)! صح؟

أخبار ذات صلة

0 تعليق