بين الوحدة والفوضى والتقسيم .. 4 سيناريوهات تنتظر سوريا بعد الاتفاق التاريخي بدمج قوات سوريا الديموقراطية - خبر صح

المشهد اليمني 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بين الوحدة والفوضى والتقسيم .. 4 سيناريوهات تنتظر سوريا بعد الاتفاق التاريخي بدمج قوات سوريا الديموقراطية - خبر صح, اليوم الثلاثاء 11 مارس 2025 10:27 صباحاً

هذه سوريا أخيرًا، لكل السوريين شرقًا وغربًا، جنوبًا وشمالًا، في خطوة لم يتوقعها أحد، اتفق الرئيس السوري أحمد الشرع مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) على حل نفسها قبل ساعات قليلة، الخبر الذي أفرح السوريين جميعًا وأشعل الاحتفالات في كل المناطق، لكن كيف تم ذلك؟ وكيف سيكون مستقبل سوريا بعد أن رضخت قسد أخيرًا لسلطة الحكومة السورية؟ وما هي السيناريوهات الأربعة المحتملة لمستقبل سوريا؟

الأيام الأخيرة قبل التحول الكبير

شهدت سوريا في الأسابيع الأخيرة تصعيدًا خطيرًا في الساحل السوري، حيث نفذت فلول النظام السابق هجمات منسقة استهدفت قوات الأمن والمرافق العامة، ما أسفر عن سقوط مئات الشهداء من العسكريين والمدنيين، بدأت الأحداث بموجة من الهجمات المتزامنة على مقرات الشرطة والمؤسسات الحكومية، حيث استخدمت العناصر الموالية للنظام السابق تكتيكات حرب العصابات، فهاجموا بلباس مدني ثم تراجعوا إلى مواقع آمنة، مما صعّب على قوات الأمن تمييز المتمردين عن المدنيين.

ورغم المحاولات الحكومية لاحتواء الفوضى عبر العفو العام والتسويات الأمنية في اللاذقية وطرطوس وجبلة، إلا أن بعض العناصر استغلوا تلك التسهيلات لمواصلة عملياتهم العسكرية تحت غطاء الشرعية، مما أثار تساؤلات حول جدوى تلك التسويات ومدى التزام الأطراف بها، وفي ظل هذا التدهور الأمني، تزايد الضغط الداخلي والخارجي على الإدارة السورية الجديدة لإيجاد حل سريع وفعّال لاستعادة السيطرة الأمنية على البلاد، وهنا جاء الاتفاق مع قوات قسد كخطوة غير متوقعة، لكنها قد تكون حاسمة في إعادة ترتيب المشهد السوري.

قسد والدولة السورية: هل ينهي الفوضى أم يؤسس لمرحلة جديدة من الصراع؟

جاء الاتفاق بين قسد والدولة السورية خطوة مفاجئة نحو الوحدة، حيث جاء الإعلان الرسمي عبر الرئاسة السورية، متضمنًا توقيع وثيقة اندماج بين الرئيس أحمد الشرع وقائد قسد مظلوم عبدي، وشملت الوثيقة عدة بنود مهمة، مثل دمج كافة المؤسسات العسكرية والمدنية التابعة لقسد ضمن مؤسسات الدولة السورية، بما في ذلك المعابر الحدودية والمطارات وحقول النفط والغاز، إضافة إلى وقف إطلاق النار في جميع الأراضي السورية، ما يعني إنهاء النزاعات العسكرية مع القوات الكردية وضمان حقوق الأكراد في المواطنة والتمثيل السياسي والدستوري.

وتضمن الاتفاق ضمان عودة المهجرين إلى بلداتهم وقراهم وتأمين الحماية لهم، في خطوة تهدف إلى معالجة أزمة النزوح واللجوء، كذلك التزمت قسد بدعم الدولة السورية في مكافحة فلول النظام السابق، وهو تحول جذري في موقفها، حيث كانت تتجنب الصدام المباشر مع بقايا النظام.

ومن بين البنود المهمة الأخرى، جاء رفض أي محاولات للتقسيم أو إثارة النعرات الطائفية والعرقية، مما يشير إلى تحول في رؤية قسد نحو تبني نهج أكثر وحدة مع الدولة السورية، ومن المقرر أن يتم تنفيذ الاتفاق بالكامل قبل نهاية العام الحالي، تحت إشراف لجان تنفيذية مشتركة بين الطرفين.

تحول استراتيجي في المشهد السوري

يعد هذا الاتفاق تحولًا استراتيجيًا في المشهد السوري، حيث يحقق عدة أهداف سياسية مهمة، مثل استعادة الدولة السورية سيطرتها على الشمال الشرقي دون الحاجة إلى تدخل عسكري واسع، مما يعزز سلطتها المركزية، وينهي العزلة السياسية للأكراد بعد سنوات من الغموض حول مستقبلهم في سوريا، كما أنه يقلل النفوذ الأمريكي في البلاد، حيث كانت واشنطن تستخدم قسد كأداة ضغط على دمشق، ومع إدماج قسد في الدولة السورية، قد تخسر الولايات المتحدة حليفًا رئيسيًا في المنطقة.

إضافة إلى ذلك، يمنح الاتفاق الأكراد حقوقهم داخل الدولة، مما قد يؤدي إلى تهدئة الجبهة الشمالية، حيث ستفقد تركيا المبرر لاستمرار عملياتها العسكرية ضدهم، كما يحدّ من نفوذ القوى الإقليمية الأخرى، مثل إيران وروسيا، مما يعزز استقلالية سوريا عن التدخلات الخارجية ويعيد ترتيب التوازنات الداخلية.

التحديات أمام تنفيذ الاتفاق

رغم الأهمية السياسية لهذا الاتفاق، فإن تنفيذه على الأرض قد يكون أصعب مما يبدو. فهناك عدة تحديات رئيسية، منها كيفية دمج آلاف المقاتلين من قسد في الجيش السوري، وهل ستحتفظ قسد بقياداتها الخاصة أم ستذوب بالكامل ضمن الجيش؟ كما أن قسد تسيطر على أكبر حقول النفط والغاز في سوريا، فكيف سيتم نقل السيطرة عليها إلى الحكومة السورية؟ وهل سيتم إشراك الأكراد في إدارتها لضمان عدم حدوث تمرد جديد؟

من المستفيد الأكبر؟

الدولة السورية ستستعيد السيطرة على المناطق الشمالية والشرقية دون قتال، وتحصل على إيرادات النفط والغاز التي كانت خارج سيطرتها، مما يعزز شرعيتها السياسية أمام المجتمع الدولي، أما قسد، فستصبح جزءًا رسميًا من الدولة السورية، وستشارك في العملية السياسية بشكل شرعي.

أما روسيا وإيران، فقد ترون في الاتفاق ضربة للنفوذ الأمريكي في سوريا، حيث تعززان نفوذ دمشق دون الحاجة إلى تدخل مباشر، في المقابل، يبدو أن الخاسر الأكبر هو تركيا والولايات المتحدة، إذ تفقد أنقرة المبرر لعملياتها العسكرية، بينما تخسر واشنطن نفوذها المباشر عبر قسد.

السيناريوهات الأربعة لمستقبل سوريا

  1. نجاح الاتفاق وعودة سوريا الموحدة

    • في هذا السيناريو، ينجح الاتفاق دون عقبات كبيرة، وتتمكن الدولة السورية من دمج قسد بسلاسة داخل مؤسساتها العسكرية والمدنية، مما يؤدي إلى وقف القتال في جميع أنحاء البلاد، وبدء عملية إعادة الإعمار، وانسحاب القوات الأمريكية تدريجيًا.
  2. فشل الاتفاق وعودة الفوضى

    • قد تواجه عملية تنفيذ الاتفاق عقبات تؤدي إلى انهياره، مثل رفض بعض الفصائل الكردية للاندماج، أو تدخل تركيا عسكريًا، أو دعم الولايات المتحدة لقسد بالسلاح، مما قد يؤدي إلى تصعيد جديد وعودة الفوضى الأمنية.
  3. اتفاق هش وتهدئة مؤقتة

    • في هذا السيناريو، يتم تنفيذ الاتفاق جزئيًا، لكن تبقى الكثير من القضايا العالقة دون حل، مما يجعله هشًا وقابلًا للانهيار في أي لحظة، مثل استمرار بعض المناطق تحت سيطرة قسد، أو دعم الولايات المتحدة لها اقتصاديًا دون تدخل عسكري.
  4. تقسيم سوريا فعليًا وولادة دويلات متناحرة

    • قد يفشل الاتفاق تمامًا، لكن بدلاً من العودة إلى الحرب الشاملة، تتجه سوريا نحو تقسيم غير معلن، حيث تبقى مناطق الشمال الشرقي تحت سيطرة قسد بدعم أمريكي غير رسمي، بينما تبقى دمشق والمناطق الوسطى والساحلية تحت سيطرة الدولة السورية، مما يؤدي إلى صراعات داخلية بين الفصائل الكردية والعشائر العربية.

الخلاصة: مفترق طرق حاسم

السيناريو الأكثر ترجيحًا على المدى القريب هو اتفاق هش وغير مستقر، حيث ستكون هناك محاولات لتنفيذه مع استمرار بعض الخلافات. أما نجاح الاتفاق بالكامل، فهو ممكن إذا تمكنت دمشق من إدارة عملية الدمج بحكمة وحصلت على دعم دولي كافٍ.

الأسابيع القادمة ستحدد ما إذا كان الاتفاق مع قسد سيؤدي إلى استعادة وحدة سوريا، أم أنه مجرد هدنة مؤقتة قبل جولة جديدة من الصراع. فهل تستطيع سوريا تجاوز الانقسامات وتحقيق المصالحة الوطنية، أم أننا أمام فصل جديد من الصراع الطويل؟

سوريا، قسد، الاتفاق السوري، الحكومة السورية، مستقبل سوريا، توحيد سوريا، الأكراد في سوريا، النفط والغاز في سوريا، المصالحة الوطنية، الجيش السوري، الأزمة السورية، الفوضى في سوريا، الصراع السوري، السياسة السورية، واشنطن وقسد، تركيا وسوريا، النفوذ الإيراني في سوريا، التدخل الروسي في سوريا، إعادة الإعمار في سوريا، الانتخابات السورية، سيناريوهات مستقبل سوريا، تقسيم سوريا، توحيد الفصائل السورية، الأمن في سوريا، المعابر الحدودية السورية، القوات الكردية، الإدارة الذاتية الكردية، الحل السياسي في سوريا

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق