الحوثي.. حين يصبح الوطن رهينة مشروع طائفي - خبر صح

المشهد اليمني 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الحوثي.. حين يصبح الوطن رهينة مشروع طائفي - خبر صح, اليوم الأربعاء 12 مارس 2025 09:39 مساءً

لم يكن الحوثي يومًا جزءًا من النسيج الوطني لليمن، ولم تكن حركته إلا امتدادًا لمشروعٍ كهنوتي سلالي يسعى لفرض نظام حكمٍ قائم على التمييز والاستعباد، منذ ظهوره المسلح، وهو يعمل على طمس الهوية اليمنية، وتعويضها بهوية دخيلة تتماهى مع المشروع الإيراني في المنطقة.

تفاخر قادة الحوثي مرارًا وعلانيةً بأنهم جزءٌ من ولاية الفقيه، وأن قرارهم في طهران لا في صنعاء. بل ذهبوا أبعد من ذلك، وفي هذا السياق، لم يكن الانقلاب على الدولة عام 2014 سوى خطوة لتنفيذ أجندة إيرانية بامتياز، تُستخدم فيها اليمن كورقة ضغطٍ ومساومة على طاولة الصراعات الإقليمية.

وبمجرد سيطرتهم على مؤسسات الدولة، بدأ الحوثيون في إعادة تشكيلها وفقًا لمعتقداتهم الطائفية، وذلك عبر فرض تغييراتٍ على المناهج الدراسية، وغرس أفكارهم في عقول الأجيال الناشئة، وتحويل المدارس إلى مراكز لتعبئة الأطفال بالخطاب الطائفي، بل وزجوا بهم في جبهات القتال وقودًا لحروبهم العبثية.

عانى اليمن خلال العقد الأخير من ويلات لم يشهدها في تاريخه الحديث. لم تكتفِ الجماعة باغتصاب السلطة، بل مارست أسوأ أشكال القمع والإرهاب بحق الشعب، عشرات الآلاف من القتلى سقطوا على أيدي مسلحيها، آلاف المختطفين يقبعون في سجونها، والمئات قضوا تحت التعذيب. دُمِّرت أحياء بكاملها، وفجّرت عشرات المنازل والمساجد، الممتلكات نُهبت، والأرزاق صودرت، بينما حوّلت الجماعة البلاد إلى سجنٍ كبير، تُمارس فيه سلطتها المطلقة دون أي وازعٍ من دينٍ أو قانون.

أما الاقتصاد، فقد خنقه الحوثي بسياساته العبثية، حيث نهب الاحتياطي النقدي للدولة، وسيطر على مواردها، وأوقف رواتب الموظفين منذ 2016، تاركًا الملايين في جوعٍ مدقع. لم تسلم حتى المساعدات الإنسانية، فقد عمدت الجماعة إلى مصادرتها، وتوزيعها على أتباعها، بينما يموت الفقراء جوعًا.

يرفع الحوثيون شعار “الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل”، لكن من تأمل أفعالهم سيجد أن الموت الذي ينشرونه لا يصيب إلا اليمنيين. فقد قتلت عشرات الآلاف من أبناء اليمن، وشردت الملايين، ودمرت البلاد لصالح مشروعٍ خارجي.

على مدار عشرة أعوام، ارتكب الحوثيون بحق اليمنيين ما لم ترتكبه إسرائيل بحق الفلسطينيين منذ نكبة 1948. إذ مارسوا التطهير الطائفي، قتلوا وعذبوا، هدموا المنازل، نهبوا الأراضي، وأحكموا قبضتهم على كل مقدرات الدولة، في حين يتشدقون بشعارات المقاومة.

ألا يحق لنا أن نتساءل: كيف لمن يدّعي المقاومة أن يكون أداةً لتدمير وطنه، ووسيلةً لاستعباد شعبه؟.

أخبار ذات صلة

0 تعليق