نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ناقد فني يمني يفتح النار على مسلسلات يمنية: هل تُباع المشاهدات الوهمية بثمن باهظ؟ - خبر صح, اليوم الاثنين 10 مارس 2025 01:15 صباحاً
أثار الناقد الفني اليمني الدكتور قائد غيلان جدلاً واسعاً في الأوساط الفنية والإعلامية، بعد توجيهه انتقادات لاذعة لبعض صناع المسلسلات اليمنية، متهماً إياهم بشراء مشاهدات وهمية على منصة يوتيوب بهدف "التفاخر والترويج الزائف"، مؤكداً أن الأموال الطائلة التي تُصرف في هذا الإطار كفيلة بتمويل إنتاجات فنية ناجحة وذات جودة عالية.
جاء ذلك خلال حديثه في منشور له، حيث تساءل غيلان بحدة: "هل بات النجاح الفني يُقاس بعدد المشاهدات المزيفة؟!"، مضيفاً أن هذه الممارسة تُعتبر "ضربة قاضية للإبداع اليمني"، وتُعمق الفجوة بين الصناعة الدرامية المحلية ونظيرتها في المنطقة، التي تشهد تنافساً محموماً لتحسين الجودة الفنية والمضمون الهادف.
الفضاء الرقمي.. ميدان المنافسة غير الشريفة
ولفت غيلان إلى أن بعض المنتجين اليمنيين يلجأون إلى شركات تسويق إلكتروني مشبوهة لزيادة أعداد المشاهدات بشكل افتراضي، عبر استخدام برامج مُبرمجة أو حسابات وهمية، معتبراً أن هذا الأسلوب لا يخدع الجمهور فحسب، بل يُضعف مصداقية العمل الفني ويُقلل من فرص تطوير الصناعة الدرامية في اليمن. وأشار إلى أن "المشاهدات الوهمية ليست مجرد أرقام، بل هي وهم يُغذي الغرور الفني الزائف، ويحرم المواهب الحقيقية من فرص الظهور".
وأكد أن الأموال التي تُدفع لشراء هذه المشاهدات المزيفة—والتي قد تصل إلى آلاف الدولارات للمسلسل الواحد—لو وُجهت لدعم الإنتاجات الفنية، أو تحسين السيناريوهات، أو تطوير البنية التحتية للتصوير، لكان بالإمكان تقديم أعمال تنافسية تعكس الهوية اليمنية وتُبرز قضايا المجتمع بجرأة ومسؤولية.
النجاح الحقيقي vs. الأرقام الزائفة
وأوضح غيلان أن الاعتماد على المشاهدات الوهمية يُعد "حلاً سريعاً" لتعويض ضعف المحتوى أو سوء التسويق، مضيفاً: "النجاح الحقيقي يبدأ من قوة السرد وتميز الأداء، وليس من أرقام مزورة على شاشة اليوتيوب".
وحذر من أن استمرار هذه الممارسات سيُفقد الجمهور الثقة في الأعمال اليمنية، ويُعزز ثقافة الاستهلاك السطحي التي تُسيطر على الفضاء الرقمي.
نهاية المطاف.. بين الوهم والواقع
واختتم غيلان تصريحاته بالتأكيد على أن "المشاهدات الوهمية ليست إلا فرحاً مؤقتاً، ونجاحاً ملوثاً"، داعياً صناع الدراما اليمنية إلى إعادة تقييم أولوياتهم، والتركيز على بناء إرث فني يُفتخر به، بدل الانشغال بسباق الأرقام الزائفة.
جدير بالذكر أن هذه الانتقادات تأتي في وقت تشهد فيه الدراما اليمنية تحديات كبيرة، من بينها شح التمويل وضعف البنية التحتية، في ظل أزمة اقتصادية وسياسية مستمرة منذ سنوات، مما يجعل النقاش حول أولويات الاستثمار في القطاع الفني أكثر إلحاحاً.
أخبار متعلقة :