نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
لهذا السبب الصادم لا يستطيع الرئيس العليمي معاقبة الفاسدين واللصوص - خبر صح, اليوم السبت 15 مارس 2025 01:51 صباحاً
عندما سمح الرئيس رشاد العليمي، ورئيس الوزراء الدكتور
أحمد عوض بن مبارك، بنشر قضايا الفساد في المؤسسات والوزارات والسفارات والقنصليات، وتم نشرها عبر وسائل الاعلام الرسمية استبشر الجميع خيرا، فرغم ان الأمر كان مؤلما وقاسيا على الشعب اليمني العظيم الذي يحتاج إلى الريال الواحد، فإذا به يتفاجأ بمن يستلمون المرتبات بالعملة الصعبة ويرفلون في النعيم هم وأفراد اسرهم، والمفترض بهم ان يكونوا حريصين على كل ريال ، لكنهم بدلا عن ذلك بلغت بهم الوقاحة والصفاقة ان يقوموا بعمليات نهب وسرقات كبيرة تجاوزت ملايين الدولارات، بينما اليمنيين محرومين من قوتهم الضروري.
ومع ذلك رفع هذا الأمر من معنويات ملايين اليمنين الذين يمرون بظروف قاسية ومؤلمة ومعاناة رهيبة، معتبرين ان أول الغيث قطرة، وأنتظر الجميع المعاقبة والمحاسبة لأولئك اللصوص والفاسدين وإنزال أشد العقوبة عليهم ليكونوا عبرة لمن يفكر بالسرقة والنهب من قوت شعب في أمس الحاجة للمال والمرتبات واطعام الكبار والصغار ، ولكن طال الانتظار دون أن يحدث شيء حتى صار الجميع يرددون " نسمع جعجعة ولا نرى طحينا" فلماذا لم يتم محاسبتهم ومعاقبتهم، وما يقه، ان اللصوص استمروا في مكانهم ومناصبهم دون أن تمس شعرة واحدة من رؤوسهم؟
هناك مسؤلين شرفاء يعملون بإخلاص وأمانة وبما يملي عليهم دينهم وضميرهم وشعورهم بالمسؤولية تجاه الوطن وأبناء الوطن، وهؤلاء هم من يعيدون الأمل ويرفعون حجم ومستوى الثقة لدى كل أطياف الشعب اليمني العظيم بأن القادم أفضل.
لكن هناك ايضا مسؤولين ماتت ضمائرهم، ولا يفكرون إلا بمصالحهم، فينهبون كل شيء تصل إليه أيديهم، وشعارهم " كل شيء مباح وفرصة العمر لا تتكرر" وهم يدركون إن أيامهم بالسلطة محدودة لذلك فهم لا يفكرون لا بمصلحة وطن ولا تحسين وضع المواطنين، هم فقط يفكرون بجيوبهم كيف يملؤونها، وارصدتهم في البنوك كيف يرفعونها.
ومثل هؤلاء الاوغاد الذين ماتت ضمائرهم فلا ملة لهم ولا دين، ولا يعشقون ويعبدون إلا الدولار الذي يبهج قلوبهم ويفرح نفوسهم حتى ولو كان حرام، فهم لا يميزون بين الحلال والحرام، لذلك فرائحة الفساد تخرج منهم، ويمكنك شم تلك الرائحة النتنة من على مسافة بعيدة، فهم يسطون على المال العام دون أي خوف من حساب او عقاب، والرئيس العليمي وكذلك رئيس الوزراء بن مبارك يعرفونهم حق المعرفة، لكنهم عاجزين عن اتخاذ اي قرارات ضدهم، ليس ذلك فحسب، بل ان العليمي وبن مبارك يعجزون عن ازاحتهم من مناصبهم، والمجيء بمسؤولين اخرين يحلون مكانهم ، أما استعادة الأموال التي سرقوها فذلك أمر يستحيل حدوثه، الا إذا امكن أعادة حبوب الذرة كما هي بعد ان تم طحنها، أو كما يقال في المثل الشعبي اليمني " ما عمره الطحين يرجع حب".
العليمي وبن مبارك رجلان يمتلكان من الشجاعة ما تمكنهما من عقاب أي مسؤول فاسد، مهما كان منصبه، إلا ان المحاصصة والحزبية المقيتة هي التي تقيد يد العليمي وبن مبارك، وكما يقولون العين بصيرة واليد قصيرة، فالمسؤول الفاسد بينه وبين المسؤول عن تعيينه اتفاق غير معلن، بحيث يحصل المسؤول الكبير في الحزب او في الجهة التي يمثلها هذا الخائن والفاسد على نصيب الأسد من عمليات السرقة والنهب، وبذلك يضمن الحماية ويدرك انه لن يطاله العقاب، طالما أنه يقتسم الغنيمة مع اللصوص الكبار.
فغالبية الأحزاب اليمنية فاسدة حتى النخاع، فهي تنظر إلى اليمن كقطعة كعكة وتفكر فقط كيف يمكنها الحصول على النصيب الأكبر، ولو كانت أحزاب وطنية كما تدعي في خطابها الإعلامي لقامت هي نفسها بتعيين المسؤولين في مختلف المناصب من الشرفاء والشجعان والمخلصن، لكنها بدلا عن ذلك تعين فاسدين ولصوص وأشخاص لا يفرقون بين حلال ولا حرام، حتى وان فاحت رائحة فسادهم، فإن هذا الحزب اللعين أو ذاك يدافع عنهم بكل شراسة، وكان المفترض ان يتولى الحزب نفسه بمحاسبته وعزله من منصبه والمجيء بمسؤول مستقيم، لأن ما يفعله يسيء لسمعة الحزب أو الطرف الذي يمثله.
وفي ظل غياب المجلس النيابي الذي يقوم بمحاسبة الفاسدين، وغياب الرقابة وعدم وجود ضمير وحس وشعور بالوطنية، فسوف يستمر هذا الفساد الذي يفاقم أوجاع اليمنيين ويزيد من آلامهم ومعاناتهم، ولا يلوح في الأفق حل لهذه الكارثة، ولا ننتظر الفرج إلا من أرحم الرحمين، حتى يكون هناك رجال شرفاء يخافون الله ويدركون انه إذا لم يكن هناك عقاب دنيوي فهناك حساب أخروي شديد وعظيم، لكن في الوقت الراهن فغالبية المسؤولين ينطبق عليهم قول المولى عز وجل "واذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد" صدق الله العظيم.
وختاما أضع بين يدي فخامة الرئيس العليمي وكذلك معالي رئيس الوزراء الدكتور أحمد عوض بن مبارك مقترح لعله ينجح في وقف أولئك اللصوص والخونة والفاسدين، وهو ان يتم تسريب معلومات موثقة عن عملية السرقة والفساد التي يمارسها هذا المسؤول أو ذاك وتوصيل المعلومة إلى الصحفيين والكتاب البارزين وكذلك مشاهير مواقع التواصل الإجتماعي ليقوم هؤلاء بفضح هذا الفاسد اللعين على أوسع نطاق ويستمرون في ذلك لفترة طويلة، وأنا على يقين بأن مثل هذه الخطوة سترعب اي مسؤول فاسد، وسيفكر كل خائن لوطنه وشعبه مليون مرة قبل أن يقدم على السرقة والنهب، ليس لأنه يخاف من السرقة وممارسة كل ما يغضب الله والشعب اليمني العظيم، بل لأنه يعلم إن سمعته ستكون على المحك وستؤدي لتشويه صورته وتجعل فضيحته بجلاجل، وسيشكل هذا الأمر كارثة له، لأنه سيصبح منبوذا حتى من أفراد عائلاته.
أخبار متعلقة :