تاريخيًا، معاوية هو مؤسس الإمبراطورية العربية الكبرى في دمشق التي دامت قرناً كاملاً وامتد ضوؤها حتى الأندلس لمئات السنين
لكن مسلسل ال MBC جعل منه رجلاً صغيراً غير قادر حتى على نطق الحروف!
عندما تشاهد المسلسل ستكتشف أن قناة ال MBC غير راضية أساساً على معاوية ولا على علي ولا على عثمان! هذه هي ال MBC ومواقفها حتى من قضايا العرب اليوم! مواقف مائعة غامضة
ستكتشف ذلك من أول وهلة وأنت تشاهد اختيار ممثلي هذه الشخصيات .. لا يعرفون نطق العربية! الصوت كهندسة صوتية مضروب في كل الحلقات! وكأن ذلك لا يكفي حتى تأتي الموسيقى التصويرية مصاحبة للهمس الذي لا يبين في معظم الحوارات .. يقذفون الكلمات بسرعة ويلقونها من شاهق بلا روية ولا تركيز ولا ضغط على الحروف .. سلام الله على المصريين!
ال MBC أصغر من أن تتصدى لهذه الشخصيات وعصرها ورجالها وأبطالها ووقائعها ومعاركها
الموضوع أكبر من تجارية قناة MBC وربحيتها ورسالتها
مادُمتَ عاجزاً فلِمَ تتصدى لهذه الوقائع الكبرى الخطيرة التي شرخت كيان الأمّة من يومها وحتى اليوم! لماذا الجرأة واللامسؤولية!
فنياً، لا تمثيل ولا صوت ولا صورة ولا حوار ولا سيناريو
أسوأ ممثل هو من مثّل شخصية معاوية .. لا يكاد يبين لغةً ونطقاً! وهو ما ينطبق على معظم الشخصيات .. معظم الحوارات بالهمس! وهي حوارات عادية جداً ومعظمها زائف لم يقله أحد!
حتى أن شخصية عثمان وهو ذو النورين جعله المسلسل بقيافته وشَعره وزئبيقية عينيه أقرب إلى تاجر يهودي متربص! رغم أن الممثل هو الأشهر في سوريا ولا ذنب له! أمّا شخصية عمر العملاق فقد كان هو الأقصر قامةً بينهم جميعاً في المسلسل!
لو كان المسلسل مصرياً لكان أفضل بكثير .. المصريون سيشعرون بمسؤولية أكبر وسيعودون لكفاءات محترفة ومحترمة في الحوار والسيناريو ومرجعيات وتاريخ!
وهنا لا أحمّل الفنانين السوريين مسؤولية المسلسل فلا ذنب لهم! والدراما السورية معروفة ومتوهجة .. الذنب ذنب المنتج والممول والكاتب والمصحح والموجّه!
التصدي للتاريخ العربي وشخصياته ووقائعه بهذا الشكل جريمة
وما أخشاه أن تتمادى القناة ويصبح للمسلسل التافه امتداداتٍ وأجزاءً لسنوات قادمة!
النصب يظهر من إشاعة أن المسلسل تكلف 100 مليون دولار!
فلا معارك رأينا ولا تكاليف اكتشفنا .. والبركة في الذكاء الصناعي والكمبيوتر!
في النهاية .. هذه الجرأة على الكذب هي حقيقة ال MBC
الجرأة والسرعة والخفة لا تصنع مسلسلاً محترماً.